Feed Item

من محافظة شبوة من جنوب اليمن ، من مدينة حبان اقدم واجمل المدن التاريخية اليمنية وهى تقع منتصف الطريق الرابط بين مدينتين يمنيتين عريقتين هما المكلا ، وعدن ، جاء الشاب المجاهد / على مبارك بن ظافر الحبانى ، المولود عام 1905 م . وكان ذلك تقريبا سنة 1923 م إلى ليبيا وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره. ليشارك الليبيين الجهاد ضد المستعمر الايطالى ، الذى عرض عليه العمل معهم فرفض واختار الإنضمام للمجاهدين تحت قيادة المجاهد / أحمد الشريف السنوسى ، انتقل بعد ذلك إلى دور عمر المختار بالجبل الأخضر ، وعرف بإسم على مبارك ( اليمنى ) نسبة لبلاده ، وكان يرافقه عددا من الشباب اليمنى ، منهم من واصل واستمر ، ومنهم من غادر وعاد لوطنه ، ولكن لم يبرز منهم الا هذا الشاب ، الذى واصل الجهاد الى ان استقر به المقام فى ليبيا ، حتى وفاته ، وأصبح الليبيون ينازعون اليمنيين فيه فأصبح ليبيا فى ليبيا ويمنيا يفخر ويشيد به اهل اليمن ، شارك الشاب اليمنى ، فى اول معركة له عند قدومه وهى معركة بئر الغبى ، فى رمضان عام 1923م . وكل ماتلتها من معارك .

وجد شيخ الشهداء عمر المختار فى الشاب اليمنى ذكاء وفطنة ، وآمانة وصدقا وشجاعة واقدام ،و قدرته على أداء أعمال المحاسبة ، ومسك السجلات بكل مهنية ودقة ، فاوكل اليه مسك سجلات الاعشار ، التى تتبرع بها القبائل كذلك كل المعاملات المالية الدفتربة والعينية للدور ، بل تجاوزت ثقة عمر المختار فى الشاب اليمنى اكثر من ذلك حتى كان يبعثه ممثلا له فى عدة مهام مختلفة الى مصر ، منها شراء السلاح وكل مايلزم المجاهدين من لوازم.

وكان رغم صغر سنه ، يعرف عنه أنه شاب عاقل ، راجح الرأى، نير البصيرة ، يحسب على ذوى الرأى والمشورة ، والعقلاء واهل الخبرة والمعرفة ، فكان مشاركا فى كل المفاوضات ، التى جرت بين عمر المختار والايطاليين ومنها مفاوضات سيدى رحومة وغيرها.

وهكذا تتجلى لنا شخصية هذا الشاب اليمنى ، وقدراته وكفاءته وإيمانه وحبه لليبيا واهلها وإخلاصه اللامتناهى، فكان موضع احترام وتقدير واجلال وتبجيل كل من يعرفه ويسمع عنه طيلة الستة عقود التى قضاها فى ليبيا حتى عام وفاته فى شهر يناير 1981م حيث دفن بمقبرة سيدى اعبيد ، بجوار قبر رفيقه وصديقه شيخ الشهداء عمر المختار.

شارك فى جميع المعارك التى خاضها عمر المختار . وقد أسند إليه عمر المختار قيادة فرقة او مفرزة تتابع تحركات المجاهدين ، لغرض المساندة وفك الحصار ، أشبه بقوات التدخل السريع ، أو الإسناد وتقوم بالالتفاف خلف العدو لفك الحصار ، أو التغلب على الفخاخ العسكرية المعادية ، وإفشالها ، أو مفاجأة العدو من حيث لا يتوقع ، وفى مثل هذه المواقف يحتاج إتخاذ القرار الى الخبرة والحنكة والشجاعة والإقدام ، حتى اشتهر ببراعته فى مثل هذه المهام القتالية فى ميدان الحروب .

استمر المجاهد على مبارك اليمنى مرافقا مخلصا لعمر المختار حتى قبض على عمر المختار ، واعدم فى سبتمبر عام1931م . وخبأت شعلة الجهاد ، فانتقل المجاهد/ على اليمنى الى مصر ، حيث التحق بالملك ادريس السنوسى القائد الأعلى الجهاد فى ليبيا ، وشارك فى تأسيس الجيش السنوسى ورفعه الملك إلى رتبة ضابط وأصبح ملازما عام 1947م واستمر فى الترقيات العسكرية ، بعد تحرير البلاد .

وبعد تحويل الجيش السنوسى من جيش الى بوليس ، لحاجة البلاد إلى الضبط والآمان والاستقرار ، بعد أن وضعت الحرب اوزارها وصل الى رتبة زعيم وهى أعلى رتبة عسكرية يصلها الضباط فى ليبيا .وكلف برئاسة حرس اول برلمان ليبى.

 لم يمنعه حبه لليبيا أن يتواصل مع أهله وذويه إخوته أبناء إخوته وأبناء عمومته ،

فى اليمن ، ثم واصلت ابنته الوحيدة ، التى تشرفت بمعرفتها ، حفظها الله وهى صديقة لعائلتى ، صلة الرحم وذهبت إلى اليمن فى نهاية التسعينات بعد وفاة والدها لزيارة اقارب والدها ، حيث اكرمت وفادتها من قبل الرئيس/ على عبدالله صالح وقلدها أرفع الاوسمة.

كما تعامل العهد الجمهورى مع الزعيم على مبارك اليمنى باحترام ومنحه وسام الشجاعة .

اللهم أغفر له وارحمه واكرم نزله ووسع مدخله واجعل الجنة مأواه ومستقره وجازه عنا خير الجزاء. حفظ الله ليبيا وكل من أحب ليبيا وأخلص العمل لها ( رجب بونخيله )

_____

بعد نشر هذا المنشور تلقيت رسالة كريمة من الإبنة الوحيدة للمجاهد على بك اليمنى رحمه الله. فيما يلى نصها/

السلام عليكم ،

هذه الرسالة منقولة من ابنة المجاهد علي مبارك اليمني ....الاستاذ المحترم / رجب محمد بو نخيله بعد التحية أنا عائشة علي أمبارك اليمني أبنة المجاهد علي اليمني و الذي تفضلت مشكورا وكتبت وذكرت تاريخ والدي المشرف ونضاله مع رفيق دربه عمر المختار أبان الغزوا الإيطالي والآن وردا للجميل عن ما كتبت وذكرت في حق والدي اليك أقول لك مني خالص الشكر والتقدير لشخصك المحترم.

عائشة أبنة المجاهد علي امبارك اليمني .

المقال منقول عن الواتس اب