Feed Item

جئت لأقدم لك هدية لن تنساها مدى حياتك، قال بصوت هادئ ونبرة متيقنة. جاءت ابنتي زينب مع أمها منذ أسبوعين وكنت أنا في مهمة في مدينة الرياض، عرضنا زينب على اكثر من ثلاث أطباء في مدينة جدة بسبب التقيؤ والهزال التي أصيبت به فجأة، خشينا انها أصيبت بمرض خبيث، وعندما كشفت عليها، وعملت بعض التحليل المخبرية وأعطيتها الدواء، تعافت، وتغير بدنها، واستعادة حيويتها ونشاطها، ولكن حدثني ما الذي جاء بك من كندا الى مكة المكرمة؟

سيدي القصة طويلة، قلت وانا مندهش. هه يمكن ان نسمعها لدي بعض الوقت، قال بهدوء. ثم أسند ظهره لمقعد الضيوف الوثير، ثم أعاد، لدي بعض الوقت. زالت الدهشة، وبدأت أسرد القصة. قال لي صديقي عزالدين (متعه الله بالصحة والعافية و أطال الله في عمره) في صيف 1976 هل ترفقني في رحلة الى بيت الله الحرام، رحلة عمرة... عمرة؟.. لم يكن امرا واضحا وكنت مرتبكا. كان عزالدين شاب طيب المعشر، قصير القامة، جادًا، قليل الكلام، ولكنه يحسم أمره بسرعة دائما. أعطني بعض الوقت، قلت له مندهشا، ولم تمضي ايام حتي رأيت عدة رؤى وأنا أطوف بالبيت، وبعد أسبوعين كنت أنا وزميلي عزالدين أمام مبنى السفارة السعودية، وكان الوقت بعد الظهر. لم يعد هناك وقت لقبول طلبات العمرة اليوم، لقد تأخرتم كثيرًا، تعالوا غدا صباحا، قال الحارس بعد ان اقفل الباب.  تعالوا مبكرا غدا... ولكن "غدا جمعة"، رد صديقي عزالدين...فرد الحارس بسرعة قلت تعالوا غدا او بعد غد، فاشتاط صديقي عزالدين غضبا، منذ متى تفتح السفارات الجمعة؟ 

وفجأة سمعنا صوت هادئ يأتي من داخل السفارة ماذا يجري هنا؟... دعهم يا إسماعيل.  فانطلقنا الى الداخل، أنا المسؤول هنا، ماذا يمكن ان نقدم لكم؟..."تأشيرة للعمرة سيدي ليس إلا"...قلت بصوت مرتجف. هه عمرة، ولكن اعماركم صغيرة..!  فرد عزالدين بجراءة قائلاً: "ومتي كان للعمرة سن محددة سيدي؟"...ابتسم المسؤول وقال تعالوا إلى الداخل......وكانت أجمل عمرة قضيتها في حياتي...ومنذ ذلك الحين تعلق قلبي بالبيت الحرام.. سيدي ابو زينب. فابتسم الضابط قائلًا: "حسنا، اريد أن  أقدم لك هدية لن تنساها ما حييت.."

فيا ترى ما هي تلك الهدية التي قدمت لي ذلك اليوم ولم انساها من 31 سنة ولن انساها ما أحياني الله سبحانه؟.....البقيه في الصفحة الاخيرة القادمة ان شاء الله...