دكتوراه هندسة الاتصالات - أستاذ جامعي - هلسنكي - فنلندا
Empty
Promoted
قال لي: "الزعماء العظام هم أصحاب هامة تنحني لهم الرقاب لتقبل أيديهم و هم الذين ترتفع أحذيتهم في أوجه رؤساء دول!" قلت له: بل الزعماء الحقيقيون الذين ينحنون هم برقابهم ليرفعوا هامة أمتهم عالية، هم الذين يستخدمون نفوذهم و قوتهم في بناء بنية تحتية متقدمة من نظام تعليمي و نظام صحي و نظام إجتماعي و نظام قضائي و حقوقي عادل و جعل الانسان الاولوية الاولى و الحفاظ على حقوقه كاملة بالاضافة إلى طرق سير آمنة و مساكن عصرية متوفرة للجميع و مطارات حقيقية ومواني عظيمة وسكك حديدية لربط كل قرية و مدينة مما يساعد على إذابة الفوارق والنزعة القبلية والجهوية والتي يستحيل أن تتقدم أمة في وجودها ولا ننسى حتى مترو الانفاق لتخفيف الزحام والترام ونظم الباصات وتوفير بيئة راقية صالحة لنمو و تشجيع النوابغ واصحاب الافكار الخلاقة وتوفير حياة كريمة لهم ولغيرهم ومصانع ومزارع و نظم أتصالات و طاقة متجددة... زعامة تستثمر ما وهب الله لهذه الارض من خيرات فوقها و تحتها من أجل هذا الجيل والاجيال القادمة بل من أجل كل الامة الاسلامية بل و الانسانية جمعاء ... هذه هي الزعامة الحقيقة التي نحترمها حقا حتى ولو أختلفنا معها في الفروع والأصول وليست قلة الادب في رفع الحذاء في وجه الضيوف و لا مد اليد للتقبيل. ونفخ الصدر والاستكبار والتكبر ورفع الرأس الى السماء عند التحدث مع البشر بحجة العزة والكرامة ماهي إلا امراض نفسية بغيضة وممقوتة عند الناس وعند رب النا ولو كان نفخ الصدر والهامة دليل زعامة وهيبة فالديك الرومي خير زعيم والذي عادة ماينتهي به الأمر على موائد الناس منزوع الريش والكرامة كما يحدث عادة عند نهاية أشباهه من البشر، ولكن هل من متعظ!
Promoted
رأينا ونرى الحملة الممنهجة التي تقودها الدول الغربية على ثقافتنا العربية والإسلامية والتي صارت علنا وبشكل فج وبدون حتى التجميل السياسي المعتاد وذلك خلال كأس العالم في قطر. الغرب وبالرغم من التطور التقني وكذلك منظومة العدالة وحقوق الانسان والحريات العامة والتداول السلمي على السلطة والتي تعتبر للأسف افضل بكثير من مثيلاتها في دولنا العربية والإسلامية إلا أنهم ضيعوا البوصلة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي الإنساني وهو الأصل والأهم عند البشر. البشر يقطنون هذه الأرض منذ عشرات آلاف السنيين ولم يكن لديهم سيارات ولا طائرات ولا موبايل ولا ساعات ذكية ولا كهرباء ولم يكونوا اقل سعادة ولا إنسانية من البشر اليوم. بالعكس تماما، من عاشوا جزءا من حياتهم بعيدا عن هذه التكنولوجيا لا زالوا يحنون لتلك الأيام حيث كانت العلاقات الإنسانية اكثر دفئا ومودة منها اليوم. البشر هم البشر، فكما قتل أحد أبناء آدم عليه السلام أخاه بسبب الحقد والغل نجد اليوم وبالرغم من التقدم المعرفي الهائل أن الانسان لايزال يقتل أخاه ويسحقه بل وصار يهدد بتفجير كل الأرض بأسلحة الدمار الشامل. نعم فالغرب المتطور تقنيا قد ضيع البوصلة وبالغ في جانب الحريات الشخصية والعامة حتى صار الأصل أن كل إنسان يستطيع أن يفعل وأن يقول ما شاء (إلا فيما يتعلق بما يسمى إسرائيل) وأن يجاهر به مادام لا يعتدي بشكل مباشر على حرية أحد. ولأن الغالبية لا يهتمون بحالهم بعد الموت فصار الأصل في منهجهم الاستمتاع بالدنيا بالحد الأقصى وبدؤوا في وضع قوانيين تقنن ذلك وصار الانسان هو الإله الذي يحلل ويحرم. والإنسان الذي يحلل ويحرم سوف يتبع هواه وما يشتهي وينحاز الى الجانب الغريزي في شهواته. ولقد جُبل الانسان على الملل من الروتين ولو كان في هذا الروتين كل أصناف المتع الحلال والحرام ولهذا يجنح الانسان الى كسر المألوف والمعتاد. ولأن هذه الأفعال هي مضادة للفطرة السليمة التي زرعها الله في كل نفس بشرية فصاروا يشعرون بالغيظ والحقد على كل من يرفع راية الفضيلة والأخلاق والقيم الإنسانية والتوازن بين متطلبات الغرائز والروح. الفاسد يتمنى أن يرى كل الناس مثله حتى لا يشعر بالذل والانحطاط ولو بينه وبين نفسه. وأكبر عائق لهم الذي لم ولن يستطيعوا إزاحته ولا تشويهه هو دين الإسلام ومن يؤمن به. والسبب الرئيسي أن دستور الإسلام ومرجعيته هو القرآن الكريم والسنة المطهرة وهذان المصدران ثابتان يستحيل عليهم طمسهما. خلال القرون الأخيرة تم غزو المنطقة عسكريا وثقافيا وتم التخطيط لمئات المؤامرات وتنصيب عملاء لهم وبث مئات الكتب ومئات الأفلام وزرع مئات المشككيين والعلمانيين والملحديين وإعطائهم منابر إعلامية ورفع مكانتهم بين الناس وفي نفس تشويه الدعاة والمصلحين والعلماء وتصيد سقطاتهم وأخطائهم وتنشيط أو زرع الفتن فيما بينهم وذلك لتكريه الناس في دينهم ودُفعت في سبيل ذلك مئات المليارات ولكن لم يكن ذلك ليزيد الإسلام إلا نصوعا وتألقا وعامة المسلمين إلا تمسكا واعتزازا بدينهم. نعم قد ينجحون مع افراد ولكن الاساس دائما حصين مادام في الأمة دعاة مخلصون. الغرب لا يرى فيك ليبياً ولا مصريا ولا عراقيا ولا حتى عربيا او كرديا ولا باكستانيا او تركيا هو يرى فيك مسلما وهنا مكمن الخطر. لولا الإسلام لتم دعم الشرق الأوسط ليكون أكثر بقعة تقدما في العالم، هذه المنطقة تتوسط العالم ويوجد بها اكثر من ثلث ما تحتويه الكرة الأرضية من مصادر الطاقة ولديها طاقة بشرية وهي ارض خصبة للتصنيع والتقنية والتطور. ولكن لماذا يتم محاربتها والاستمرار في طمسها بكل جهد، لأن بيننا وبينهم ثأر تاريخي منذ 1400 سنة ولن ينتهي الى قيام الساعة. هم يتفوقون علينا ربما بمئات السنيين من حيث التقنية والتطور العلمي والمعرفي وفي المقابل نحن نتطور عليهم وبنفس المسافة أو أكثر في الجوانب الروحية والاجتماعية بالرغم كل الخلل الموجود في مجتماعاتنا اليوم. مثال واضح آخر، لو كانت تركيا دولة مسيحية مثل اليونان لكانت الان اكبر دولة في الاتحاد الأوروبي ولكانت اضعاف قوتها الحالية اقتصاديا وعسكريا. بالرغم أن تركيا في حلف الناتو لجغرافيتها المميزة الا أنها ممنوعة من دخول الاتحاد الأوروبي بل ويتم التضييق على اقتصادها والسبب هو الإسلام. لدى الغرب في أدبياتهم انهم لا يجب الاغترار بحيود أي مجتمع مسلم عن دينه ولو الحد وحاد كل الشعب فبذرة الإسلام مادامت موجودة في مجتمع ما فسوف تنمو يوما ما مع جيل آخر. ولهذا لن يرضوا عنا أبدا ونحن لا نبحث عن رضاهم ولا يهمنا ذلك. بل عدم رضاهم عنا دليل على صحة المسار. الاصل هو ان نبني علاقات متوازنة مبنية على التعاون في الخير والاحترام المتبادل ولن ننسى سنة التدافع في الأرض.
Promoted
في منتصف التسعينيات تقريبا من القرن الماضي كنت طالبا في دراسات عليا ومعيدا بكلية الهندسة بجامعة بنغازي وقد أنهيت كل المقررات الدراسية وكنت في مرحلة البحث عندما جاء أستاذ جديد وهو غير ليبي وتم تعيينه بدرجة علمية عالية كعضو هيئة تدريس بقسم الهندسة الكهربائية والالكترونية.لم يكن من السهل التعامل معه وكان يبدو غريب الاطوار فطلب مني بعض الزملاء الذين كانوا يحتاجون لإكمال مقرراتهم الدراسية للماجستير أن اذهب اليه واطلب منه تدريس مقرر (مادة) للدراسات العليا.في ذلك الوقت كان هناك نقص كبير في المواد خصوصا للدراسات العليا كما ان هناك نقص في أعضاء هيئة التدريس. المهم أنني اخذت معي قائمة مواد القسم وكانت تنقسم الى ثلاثة شعب مواد اتصالات وقوى كهربائية ومواد تحكم آلي. نقلت له رغبة الطلبة وكذلك قائمة المواد (كانت تتكون من عدة صفحات) فنظر الى القائمة وقلبها بشكل سريع ثم أعطاها لي وقال انا أستطيع تدريس أي مادة بغض النظر عن التخصص. فقلت له أن الطلبة يريدون مادة الاتصالات الرقمية فوافق.عندما خرجت سألني الطلبة وكلهم اليوم أصدقاء اعزاء واغلبهم تحصل على الدكتوراه وربما يتذكرون ذلك الموقف. قلت لهم هذا الدكتور إما أنه استثناء وعالم كبير جدا أو انه لا يعرف شيئا وأنا ارجح الاحتمال الثاني. وبالفعل كان هذا الأستاذ كارثة بكل ما تعني الكلمة وكان يمكن أن يتسبب في كوارث تعليمية لولا أنه قد تم كشف خداعه مبكرا مع انه درس بعض المواد في البكالريوس.رئاسة القسم في ذلك الوقت بذلت مجهودا كبيرا لإلغاء عقده ولكن الجامعة قالت انه لا يمكن الغاء العقد وينبغي للقسم الاستفادة منه في أي شي كوضعه في أي معمل مثلا. لا أدري عن التفاصيل بعد ذلك ولكن ما سمعته أنه انتقل الى جامعة ليبية أخرى شرق بنغازي واستمر معهم. طبعا أمثال هؤلاء المخادعين والمخدوعين في أنفسهم موجودين في كل مجتمع بغض النظر عن البلد أو الجنسية.أي شخص يتباهى بعلمه ومعارفه الواسعة وتشعر بالكبر والفوقية في حديثه فهو في الغالب مثل صاحبنا هذا لا يعرف شيئا مما يعتقد أنه خبيرا به. من يعرف قيمة العلم حقا سوف يستحقر ويستصغر ما يعرفه أمام ما لا يعرفه مهما بلغت به المعرفة والعلم.
لعلكم سمعتم كما سمعت ومن الرجل مباشرة من وسائل الاعلام المختلفة عندما أعلن استعداده لإيقاف حملته العسكرية اذا استلم الجيش مقاليد الحكم وقال أننا نستطيع أن نتفاهم مع الجيش. نعم أنا اقصد بوتين وذلك بعد عدة أيام من بداية عملية غزوه على أوكرانيا. السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يريد بوتين أن يستلم الجيش الاوكراني مقاليد الحكم من السلطة المدنية مقابل إيقاف الغزو مباشرة؟ هل الجيش الاوكراني خائن؟ بالطبع لا .. من يقف في وجه الغزو الروسي بشجاعة كبيرة ومن يقدم التضحيات في الميدان هم الضباط والجنود الاوكران. لوضع تفسير منطقي (على الاقل من وجهة نظري البسيطة) لطلب بوتين دعونا نعرج على ما يميز الجيوش عن الحياة المدنية بشكل عام. السر يكمن في التركيبة الهيكلية والتنظيمية لأي جيش منظم في العالم. الجيوش النظامية هي بطبيعتها هرمية وتوجد لمنتسبيها رتب عسكرية واضحة واقدمية وتعتمد بطبيعتها على السمع والطاعة وبدون نقاش ولو كان في الامر كارثة فكما يقال "نفذ ثم اعترض". وهذه الطبيعة للجيوش العصرية مهمة جدا في ارض المعركة وذلك لتوحيد الجهد العسكري لإنجاز المهمة التي يضعها القادة ومنع الاجتهادات الشخصية والتي قد تؤدي الى إفشال الخطط العسكرية. ولكنها بالطبع ليست ملائمة أبدا لتسيير وبناء الدول في أوقات السلم، بمعنى أنه لا ينبغي لهذا الفكر العسكري أن يتصدر المشهد السياسي في الدول. البناء الفعال للدول والمجتمعات يحتاج وبقوة لتعدد الرؤى والاتجاهات ولو كانت متعارضة ومتناقضة فهذا التلاقي والتعارض يؤدي الى تلاقح الأفكار وولادة رؤى جديدة والخروج بمرور الوقت الى نظم اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أفضل ما يمكن الوصول اليه. استلام الجيش الاوكراني لمقاليد السلطة يعني ان هناك ووفقا للتراتبية العسكرية سلطة عليا عادة تتمثل في شخص واحد يمكن التواصل معه. التعامل مع شخص واحد في أي دولة يسهل بشكل كبير تعامل الدول الاستعمارية مع تلك الدولة. فهذا الشخص يمكن جعله تابعا بالترغيب، أو الترهيب او الضغط السياسي المستمر أو بتغيير قناعته. وفي أسوأ الأحوال إذا كان هذا القائد مخلصا لقومه شجاعا فعندها يقومون بوضع نموذج لشخصيته بحيث يتم توجيهه بأحداث معينة بدون أن يشعر أنه مسير، أي يتم التبؤ بردود افعاله ويتم التحكم به وفقا لهذا النموذج النفسي والعقلي للزعيم. أما إذا فشلت كل المحاولات واصبح يشكل خطر عليهم فيمكن قتله او ترتيب انقلاب عليه واستبداله بمن يحقق لهم مصالحهم. المهم أن تكون كل أوراق اللعبة في يد شخص واحد او مجموعة صغيرة. أما حكم مدني وبرلمان حر يمثل الناس وتبادل سلمي على السلطة وفقا فهذا يجعل السيطرة التامة شبه مستحيلة. وهذا ربما يفسرولو جزئيا رغبة الدول الاستعمارية دائما في أن يكون الحاكم في الدول التابعة ناقصة الاستقلال في يد شخص واحد تحت منه الجيش (القوة) سواء أكان جنرالا عسكريا او أميرا او ملك.
قامت بعثة علمية تتكون من أكثر من مائة باحث وعشرين من كبار علماء الاثار والفيزياء والفلك من جامعات امريكية وكذلك من كندا وبعض الدول الاوروبية بدراسة دامت 15 سنة لمعرفة أسباب ماحدث لقرية سدوم في منطقة تل الحمام وهو مانعرف انها المدينة التي كان يسكنها قوم لوط. الدراسة نشرت في اشهر المجلات العلمية المحكمة وستجد ملخص للدراسة والمراجع في آخر هذه المقالة. احتار العلماء كثيرا في معرفة اسباب تدمير هذه المدينة لسبب بسيط وهو أن طريقة الدمار لا يمكن أن تكون نتيجة اي ظواهر طبيعية على الارض مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق، ولكن لماذا؟؟ لقد وجدوا في أحافير أجروها بالموقع المفترض للمدينة بأن اواني الفخار والحجر منصهر ووجدوا اثار ترسبات بخار لبعض انواع الاحجار وهذا يستحيل حدوثه بسبب البراكين او الظواهر الطبيعية على الارض. والغريب العجيب أنهم وجدوا كذلك تكون عدد كبير من الحبيبات الصغيرة جدا (لا ترى الا بالميكرسكوب الالكتروني) من الالماس وهذا دليل على حدوث ضغط هائل جدا يعادل كما أشار المقال اكثر من وزن 6 دبابات ضخمة على السنتيمتر المربع الواحد!! ماذا ياترى يكون السبب المنطقي لهذا التدمير العظيم؟ توجه العلماء الى اجراء محاكاة حاسوبية وذلك بادخال كل المعطيات المتوفرة خلال 15 سنة من البحث بالاضافة الى جميع الفرضيات المحتملة وحتى بعيدة الاحتمال وتوصلوا الى هذه النتيجة. ما حدث في قرية قوم لوط هي أن كويكب صغير دخل الى الغلاف الجوي بسرعة تزيد عن 60 الف كيلومتر في الساعة لينفجر على بعد 4 كيلومتر فوق القرية بقوة اكثر من ألف ضعف قنبلة هيروشيما النووية مسببا توهج ضوئي هائل أدت الى أن يفقد كل أهل القرية بصرهم (يقول تعالى "وَلَقَدْ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِۦ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ") ثم تناثرت احجار ذلك الكويكب عليهم بسرعات عالية وارتفعت حرارة القرية فجأة الى اكثر من 2000 درجة مئوية مما ادت الى انصهار وحرق كل شي ثم زلزال عظيم بسرعة 1200 كيلومتر في الساعة قلب المدينة رأسا على عقب ليهلك كل من كان يعيش في القرية من بشر (يقدر عددهم ب8000 نسمة) وكل كائن حي من حيوانات ونباتات. والملاحظ أن سرد نتيجة هذا البحث العلمي الدقيق متوافق تماما وبدقة كاملة مع سرد القرآن الكريم لما حدث وكذلك متوافق الى حد ما مع ما ورد في التوراة والانجيل. طبعا نحن لا نتطلع الى ابحاثهم لنثبت به صحة كلام الله بل العكس هو الصحيح. أنا شعرت بأن الدراسة والبحث دقيق لانه يتوافق مع كلام عالم الغيب والشهادة جل شأنه وتعالى قدره. الغريب بعد هذه الدراسة يقول هؤلاء البحاث ان نتيجة دراستهم لهذه الظاهرة الكونية تم تسجيلها في الكتب المقدسة وهو دليل على أن هناك من شاهد الحدث وقام بتوثيقه ثم توارثته الاجيال جيل بعد جيل! وهذا تناقض لدراستهم هم انفسهم عندما قالوا ان كل من كان في موقع الحدث حدث له اولا العمى ثم انصهر (يعني ذاب وتبخر) فكيف يكون هناك شاهد ليسرد كل هذه التفاصيل؟ طبعا هذا دليل الاستكبار والكفر المتأصل عند بعض البشر، نسأل الله العافية. استدلال آخر من هذه الدراسة. بعضنا يرفض للاسف مبدأ العقوبة الربانية في الكوارث الطبيعية ويصفها أنها مجرد احداث فيزيائية لا علاقة لها بأفعال البشر وأن العقوبة او الحساب يكون في الآخرة فقط. أو لماذا يعاقب الله هؤلاء ولا يعاقب اولئك؟ ومثل هذه الاسئلة. ولقد كان عندي مقال منذ اكثر من عام عن هذا الموضوع أعيد نشره هنا للفائدة ... بارك الله فيكم. الرابط للبحث: https://www.sciencealert.com/biblical-story-may-have-been-inspired-by-this-ancient-city-obliterating-asteroid?fbclid=IwAR2s73_OwnJpxQFO18aQTZiNlxvezHCluVPMmpdqWEDmEUVqFZ-WrV42HrU
كلما حدثت كارثة مثل الزلازل أو البراكين أو العواصف العاتيات أو الفيضانات ولعل أخرها هذا الفيروس وانتشاره المخيف كلما سارع بعض الأخوة والشيوخ بالتصريح بأنها عقوبة إلهية وبالمقابل يسارع بعض المخالفين بأنها أحداث كونية طبيعية ولبعضها عوامل فيزيائية معروفة حدثت في الماضي وفي الحاضر وستحدث في المستقبل للبشر جميعا وليست مرتبطة بإيمانيهم ولا فجورهم ولا ظلمهم. من وجهة نظري أن في كلا الرأيين صواب وخطأ كما سوف أبينه. فلنبدأ بالاتفاق على ثلاثة أمور أولية. أولا كل مسلم صحيح العقيدة يؤمن بأن الله تعالى هو خالق هذا الكون ولم يخلقه عبثا وهو سبحانه لم يترك هذا الكون بعد خلقه بدون رقيب بل هو سبحانه وتعالى رقيب عليه ومدبر لكل شيء فيه كما قال تعالى "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض" ولا يحدث في هذا الكون شي إلا بعلمه سبحانه وإذنه من دوران النجوم والمجرات الى دوران الالكترونات في افلاكها ... ثانيا أن الله سبحانه وتعالى وضع سنن في هذا الكون وهذه السنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير كما قال تعالى "فلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" ومن هذه السنن العلاقات والتداخلات بين المواد والعناصر والقوى في هذا الكون وذلك بما نعرفه بالعلوم الطبيعية (مثل الفيزياء والكيمياء والاحياء والجيولوجيا) بالإضافة إلى النمذجة بالحساب والقوانيين الرياضية (الرياضيات في ذاتها تصنف تحت العلوم المجردة) والتي تصف هذه السنن وتشرحها بدقة عالية مع وجود نسب معتبرة من القصور المعرفي عند البشر و التي نعرفها بمعامل عدم اليقين والخطأ في كل النماذج. والنمذجة هي المقاربة العقلية الوحيدة لفهم هذا الكون وهذه السنن بدرجات متفاوتة. ثالثا إن كل الأحداث صغيرها وكبيرها في هذا الكون تحدث نتيجة عملية العلاقات الفيزيائية الطبيعية مع الزمن ومدبر الكون سبحانه وتعالى يقدر حدوث الحدث الطبيعي تزامنا مع حدث أو أحداث أخرى ليقضي الله أمرا كان مفعولا. ونسوق هذا المثال البسيط لتوضيح هذا الأمر.. نتخيل أن هناك عمود كهرباء خشبي قديم معزول عنه خطوط الكهرباء وهو قائم وحده في إحدى الشوارع في قرية ما .. هذا العمود تآكل أسفله بسبب الأمطار وعامل الزمن وصار هشا ضعيفا وكل ذلك يمكن وصفه بالمعادلات الرياضية. وفي يوم عاصف خرج رجل من بيته يريد السوق لشراء الخبز. اشتدت الريح وكانت البقية الباقية من قاعدة العمود تتكسر بسبب قوة الرياح والتي يمكن وصفها كذلك بمعادلة رياضية وكان يمكن التنبؤ بدقة متى سيسقط العمود لو توفرت كل المعلومات بدقة... ولكن لحظة سقوط العمود تتزامن تماما مع مرور الرجل من تحته فيسقط العمود على رأسه ويموت. لو تأخر الرجل أو استعجل ثواني قليلة لربما فلت من سقوط العمود وتهشيم رأسه. بالنسبة لغير المسلمين مثل هذه الأحداث هي مجرد صدف! بينما كل مسلم يؤمن بأنها أقدار وليست صدف وأن الله سبحانه وتعالى هو من أراد لهذه العملية التراكمية في الأحداث والتي قد تبدوا للبشر مستقلة عن بعضها أن تسير وفقا لمسار محدد. وبالتالي وبالرغم من أن الزلازل والبراكين والفيضانات وانتشار الأوبئة هي نتاج لعمليات وأحداث طبيعية إلا أنها تسير وفقا لتدبير مدبر الكون وهو سبحانه من أذن لها أن تحدث لهؤلاء القوم دون هؤلاء وفي هذا الزمان والمكان دون ذاك. إذن فهي ليست عشوائية بل بتدبير الحكيم العليم. السؤال هل هي عقوبة؟ ولماذا لهؤلاء دون أولئك؟ وللإجابة يجب أن نقر بأن المصائب قد تكون عقوبة عجلت في الدنيا لبعض المجرمين ولكن الأصل في كل أمر يحدث سواء أكان شرا (مصيبة أو كارثة) أو خيرا (نعمة وفضل) أنه ابتلاء في هذه الدنيا كما قال تعالى "ونبلوكم وبالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" ومعنى الابتلاء هو الاختبار والامتحان. وبالتالي فإن الكوارث والمصائب قد يكون فيه خير حيث يصبر المصاب والمبتلى ابتغاء مرضات الله فيفوز برضى الله وقد يكون خيرا للبعض حيث يرجعون بسبب هذه الكوارث إلى الله بالتوبة والإنابة. وقد تكون هذه الكوارث غضب من الله سبحانه وتعالى وعقوبة معجلة في الدنيا وليست من الابتلاء والاختبار. نجد في القرآن الكريم قصص كثيرة لأقوام دمرهم الله بالزلازل أو خسف بهم الأرض أو أغرقهم في فيضانات وغيرها. سؤال.. هل القوم الذين عاقبهم الله كما بين لنا في القرآن الكريم بسبب كفرهم ومعاصي معينة هل كانوا هم الوحيدون الكفار وهل كانوا أصحاب اشد المعاصي على الأرض في ذلك الوقت؟ نحن لا نعلم تفصيليا، ولكن ليس لدينا دليل بأنهم كانوا الأسوأ على الارض في ذلك الوقت. الله سبحانه وتعالى دمر قوم لوط وجعل عاليها سافلها واليوم لدينا دول لا تبيح فقط أفعال قوم لوط بل وتقننها وتعطيهم حقوق كثيرة بل ويتفاخرون بهذا. فلماذا لم يدمرهم الله كما دمر قوم لوط؟ حسنا فلنسأل سؤال آخر: أين سيدنا لوط وأين الصالحون في ذلك الزمن وأين بقية الكفار والفسقة والظلمة الذين عاشوا في نفس فترة قوم لوط... كلهم ماتوا وكلهم انتهوا من هذه الدنيا .. صالحهم وكافرهم، طيبهم ومجرمهم, الكل انتهى... إذا الأصل في الجزاء عن الأعمال هو الآخرة وليس الدنيا وتعجيل العقوبة في الدنيا المراد منه بالإضافة للانتقام من المجرم، هم الآخرون مثلي ومثلك لعلهم يتعظون أو يتذكرون. الكون وما فيه خلق الله وهو سبحانه وحده من يحدد من يريد أن يعجل له العقوبة في الدنيا ومن يريد أن يؤخره إلى يوم الفزع الأكبر ومن يريد أن يبتليه ومن يريد أن يجعله آية ومن يريد أن يرحمه. هذه أمور لا علم لنا بها ولا ينبغي أن يقول أحدنا أن هذه عقوبة من الله فهو لا يعلم مراد الله ولكن الأصل أنه ابتلاء والذي يكون للصالح والطالح. وباختصار فمن يفك ارتباط الأحداث والمصائب والكوارث عن أفعال الناس او الابتلاء والاختبار ويعتبرها مجرد أحداث طبيعية فيزيائية فهو على خطأ وكأن الله سبحانه قد خلق الكون وتركه وهذا قد يكون فيه خلل حتى في العقيدة، ومن يضع نفسه في موقع العلم بمراد الله تعالى فيقول هذه عقوبة وهذه رحمة، بل منهم من يقول أن الله قد امر بإغلاق المساجد بسبب الفيروس لأنه لا يريد أن يرى المسلمين وانه غاضب منهم فطردهم من بيوته ومن مكة والمسجد النبوي بسبب افعالهم؟ فنقول اذا كان هذا القول هو محاولة تفسير مبني على الاجتهاد والتأمل فربما نقبله او نرفضه ونرده ولكن إن تقدمه لنا بصيغة التأكيد فنقول له: من أخبرك بمراد الله؟ ... يجب الحذر فهذا والله أعلم قد يكون من باب الكذب على الله، فلا يعلم مراد الله إلا هو سبحانه وتعالى. ولا نعلم من الغيب إلا ما أخبرنا به سبحانه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يجعلنا من الصالحين وأن يلهمنا الصبر والرضى بما أراده لنا.
Promoted
الوطن في ذهن الكثير منا هو المكان الذي يولد فيه الإنسان ويترعرع وتنشأ له معه ارتباط عاطفي وأنتماء وجداني كما أنه المكان الذي يوجد به أقاربه وأصحابه وجيرانه. ولكن هل هذا المعنى جامع لمعاني الوطن؟ مثلا أنا ولدت وترعرعت وكبرت في بنغازي فهل وطني بنغازي أم ليبيا؟ ماهي علاقتي بالكفرة أو بسبها أو بالخمس أو بدرنة أو بطبرق. هذه كلها مدن لم أزورها في حياتي ولم أتشرف بالعيش فيها. ما الفرق بالنسبة لي بين مدينة الكفرة وتونس العاصمة أو بين طبرق والإسكندرية أو بين اجدابيا ومراكش؟ قد تقول أن هذه المدن تجتمع مع بنغازي في كيان سياسي أسمه ليبيا. ولكن هذا الكيانات السياسية المنفصلة التي وضعها المحتلون الصليبيون أعداء الإسلام منذ اقل من 100 سنة هل توجب علينا هذا الولاء العاطفي لخريطة فصل عنصري بين مجتمعات تجمعها كثير من روابط الدين والعرق واللغة؟ ما هي القدسية التي يحاولون زرعها فينا تجاه هذه الكيانات السياسية المستحدثة؟ أشعار وأغاني وكلام فارغ يدعو لتقديس ما يسموه بالوطن وهو في الحقيقة خريطة رسمها المستعمر وأقنعونا بأن الشرف والولاء لها أسمى من أي ولاء آخر. بل جعلوا لهذه الخرائط العنصرية قدسية أكثر من الإنسان التي شاءت له المشيئة الإلهية أن يولد على تلك الأرض. فالإنسان في هذه الكيانات السياسية مهمش لا قيمة له وتجده ينشد ويغني متبخترا "نموت ويعيش الوطن!!" ما هو هذا الوطن؟ القدسية في المجتمعات الواعية والمثقفة هي للإنسان لا للخرائط والكيانات السياسية. الوطن له مفهوم أكبر بكثير مما يحاولوا أن يقنعوننا به.. الوطن بالمعنى العميق ليس هو المكان الذي ولدت ولا هو المكان الذي ستدفن فيه ولا هو الذي تحمل جواز سفره (الكيان السياسي) بل الوطن في نظري هو المكان الذي تحيا (ولا أقول تعيش) فيه حياة كاملة. الوطن بمفهومه الشامل كما أراه ينبغي أن تتواجد فيه على الأقل خمسة مقومات أساسية وهي:١- الأمن بمعناه الشامل وهو أنه يحق لك أن تعيش على تلك الارض من الناحية القانونية ثم أنك تأمن فيها على نفسك ومالك وعرضك وأهلك.٢- الأمان بمعناه الشامل وكثير من الناس يخلط بين الأمن والأمان. الأمان هو أن هذا المكان يضمن لك ظروف معيشية مقبولة لك مهما تغيرت الظروف وهذا يشمل الطعام والماء ويشمل السكن المناسب ويشمل التعليم بجودة عالية ويشمل النظام الصحي. فأنت غير قلق ماذا سيحدث إذا مرضت أو مرض أحد أفراد أسرتك لأنك تعلم أنه في الدولة الذي تعيش فيها نظام صحي متكامل وجيد ومجاني أو غير مرهق ماديا لك. الأمان أن تعلم انه لو فقدت عملك أو مصدر رزقك فلن تفقد بيتك ولا الحد المقبول من المعيشة الكريمة لان المكان الذي تعيش في كنفه به نظام اجتماعي ممتاز يكفل للجميع حياة كريمة. الأمان أنك لا تقلق على تعليم أطفالك ولا تقلق على مستقبلهم لان المكان يضمن لهم كذلك السكن والحياة الكريمة عندما يصلون الى سن الرشد. وبالتالي الأمان نظم متكاملة تنعكس على شكل شعور داخلي في نفسك بالاطمئنان وعدم الخوف من المستقبل.٢- حفظ الدين. هذا الدنيا هي دار ممر الى دار المستقر وهي معبر للآخرة وبالتالي بالرغم من أننا نجتهد أن نحياها كاملة ولكن ذلك ليس هو الغاية بل الغاية للمسلم (أو كما يجب أن تكون) هي مرضات الله سبحانه وتعالى. بالتالي حفظ الدين لك ولذريتك من بعدك هي من أهم أسس الوطن الذي ترتاح وتهنأ فيه. حفظ الدين لا يعني فقط حرية ممارسة الشعائر الدينية من صلاة وصيام وغيرها ولكن ينبغي أن تكون هناك نظم مؤسسية ترعى هذا الدين وتمنع التغول عليه كما يحصل في فرنسا مثلا بمنع الزي الإسلامي للفتيات في المدارس. كما أن المسلم من حقه أن يتحاكم الى شريعة الخالق وان تكون المرجعية الأخلاقية والقانونية لهذا الكيان كلها مبنية على الإسلام.٤- العدالة بمفهومها الشامل وهي العدالة أمام القانون وكذلك العدالة الاجتماعية والاقتصادية. كل الناس متساوون أمام القانون وبالتالي تستطيع أن تقاضي حتى رئيس الدولة إذا شعرت بأنه قد ظلمك. وهذا يؤدي الى عدم الظلم وانه لاتزر وازرة وزر أخرى وإذا أخطأت فسوف تعاقب بقدر ما يحدد قانون العقوبات بالإضافة الى تكافؤ الفرص الاقتصادية والخدمية بين المواطنين بغض النظر عن أصولهم وعرقهم.٥- الحرية وعدم القهر. لا يوجد وطن بمعنى وطن تكون مقهور وذليل فيه أو مكمم فيه فمك وممنوع فيه من الكلام والتعبير عن رأيك. حريتك مكفولة والقانون والقضاء يضمن عدم إساءة استخدام هذه الحرية بحيث تتحول الى كذب وتزوير وتشويه أو تعدي على حريات الآخرين. كما أن المنظومة السياسية تكفل إدارة الخلافات والايديولوجيات مهما كانت عميقة وبشكل سلمي. أي وطن هذا الذي تكون فيه خائفا حتى وأنت بريء؟ أي وطن هذا الذي لا يوفر لك دواء ينقذ حياة طفلك؟ أي وطن هذا الذي أنت مقهور فيه وتخاف أن تنطق بكلمة حق (من وجهة نظرك على الأقل)؟ أي وطن هذا الذي يستطيع شخص حسود وبتقرير كيدي أن يرمي بك في غياهب السجون والتعذيب أو ربما حتى يدخلك القبر؟ أي وطن هذا الذي تضيع فيه الموارد المادية فلا تكاد تجد فيه منظومة صحية محترمة ولا منظومة تعليمية ولا منظومة اجتماعية ولا طرق سير آمنة ولا منظومة كهرباء موثوقة ولا طرق حديدية تسهل انتقال المواطن ولا مطارات حديثة؟الوطن تحول عند بعض المغيبين الى صنم يكاد أن يعبد من دون الله لمجرد أنه ولد فيه هو وأجداده ولو لم تتحقق له فيه ابسط الاحتياجات البشرية ثم أقنعوه بأن حياته لا تهم ولا تساوي شيئا في سبيل هذا الصنم الوهمي. أنا لا يهمني هذا الكيان السياسي ولا يهمني من يحكم هذا الكيان وأصوله ومن أين أتى إذا تحققت لي عناصر الوطن الخمسة حتى يستحق تسميته وطنا. يقول الله تعالى في كتابه "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" ويقول تعالى في آية أخرى "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ"... أرض الله واسعة وحصرها فقط في مكان الولادة اذا كانت مكان ظلم وخوف وقمع وفقر وقهر فهذا لا شك من غياب الحكمة وضيق الأفق.زعيم أو رئيس وهو أبا عن جد من أصول هذا الكيان السياسي المسمى الدولة الفلانية يحكم البلاد والعباد بحكم مطلق عدة عقود (بعضهم أكثر من 40 سنة) كاملة ولم ينجح في تكوين وطن بالمعنى الشامل. ألم تكن مرحلته عند البعض أسوأ من احتلال أجنبي بغيض؟ ما الذي حققه بثروات البلاد المادية الهائلة؟ كيف أستثمر الموارد البشرية حيث أغلبية المواطنين من الشباب؟ ألم يفشل على أغلب المستويات؟ غالبية حكام منطقتنا العربية نجح في تحقيق وبشكل جزئي العنصرين الأول والثالث ولكن أين بقية مقومات الوطن. ما الذي استفاده ذاك المواطن المسحوق والذليل في بلده من كون الحاكم ابن البلد أبا عن جد؟ ما الذي سيتغير لو حكم هذا الكيان السياسي بدل ذلك الحاكم شخص آخر ولو لم تكن أصوله من هذا الكيان إذا استطاع أن يحقق لنا وطنا بمقوماته الخمسة؟ أما شعارات وخرافات الوطنية فمكانها فقط الأشعار والأغاني الحماسية الراقصة والمخدرة ربما يسمعها ذلك المسكين الذي يفتش في القمامة يبحث عن لقمة يأكلها أو ذلك الذي يبحث عن واسطة يستخرج بها موافقة أمنية حتى يستطيع أن يمارس حقة في أن يسافر ويخرج من هذا السجن أو هذا الصنم الذي يسمونه الوطن. او ربما تلك الأم التي تزور ذلك السجن تمني نفسها في رؤية ابنها لمدة عشر سنوات لأنه ربما قال كلمة أغضبت الطغمة الحاكمة وهي لا تعلم أن رفات ابنها قد رمي به للبحر منذ سنوات طويلة ظلما وعدوانا. ولا يزال منظر ذلك العجوز الذي يستجدي المصلين في المسجد بعد صلاة العصر ان يساعدوه ليحمل ابنه للعلاج في تونس فإذا بإمام المسجد ينهره بنبرة حادة عن السؤال في بيت الله فيخرج مكسور الخاطر باكيا كالأطفال بعد أن أوصدت في وجهه الأبواب في دولة من أغنى دول العالم ولكن نظامها السياسي الركيك فشل في تكوين وطن له ولغيره. هل هذه تستحق أن تسمى أوطانا؟ بعض البسطاء يتشدق بأن الوطن وفر لك لقمة العيش والتعليم ولا يعلم هذا البائس أن أغلب دول العالم فقيرها وغنيها توفر لقمة العيش والتعليم مجانا لكل من يعيش على أرضها. الله سبحانه وتعالى يرزق حتى النملة في الصحراء فهل يعجزه رزقك؟ لا يمكن ربط الوطن فقط بالطعام والشراب والتعليم الأساسي، بل هو أعظم من ذلك بكثير. جزء كبير من ادعاءات السيادة الوطنية هو لذر الغبار في العيون تستخدمها الطغم الحاكمة للتوغل في حقوق الناس. ولهذا يجب على المشنوق ظلما بسبب رأيا سياسيا أن يشعر بالعزة والفرح لأن الذي شنقه هو أبن بلده ولم يشنقه المستعمر ولهذا فهو يموت بكرامة! أي حماقة تلك! الشعوب الواعية المثقفة في أوروبا تفطنت لهذه الحقيقة فتجد كل الدول الأوروبية قد تنازلت عن جزء من سيادتها الوطنية وألغت الحدود فيما بينها بالرغم من اختلاف اللغات وحتى بعض الأصول العرقية والاثنية بينها وذلك لصالح الاتحاد الأوروبي لتعزيز معاني المواطنة وتحقيق الرفاهية والكرامة الحقيقة لشعوبها وليست مجرد شعارات جوفاء. هل تعلم أن الدول الأوروبية لا تستطيع أن تحدد حتى بعض سياساتها الاقتصادية الداخلية لان الاتحاد الأوروبي هو من يضع إطار هذه السياسات. وأخيرا اشعر بالأسف لمن يعتقد من المغتربين أن دول أوروبا أو أمريكيا أو كندا أو أستراليا هي وطنا بالمعنى الشامل. هذه الدول بالرغم من أنها تتحقق فيها اغلب مقومات الأوطان ولكن بالنسبة لنا نحن المسلمين لا يتحقق فيه العنصر الثالث. نعم هذه الدول ووفقا للدستور تضمن لك حرية العبادة ولكن هذا لا يكفي وليس ضامنا لأطفالك وذريتك من بعدك. هذه الدول كما تضمن حرية العبادة فهي تضمن كذلك حرية الكفر وحرية الزندقة وحرية الشذوذ وحرية الفسق وربما يتم توجيه الأطفال والمراهقين لحب الشذوذ ببرامج تعليمية خبيثة وقد بدأت فعلا. هذا غير البرامج التشككية الخبيثة في وجود الخالق سبحانه وتعالى وبث الشبهات ودفع الشباب للاستمتاع بالدنيا فقط وبكل الطرق الممكنة. ولهذا أنا شخصيا لا اعتبر هذه الدول أوطانا لنا ولهذا كاتب هذه الكلمات لايزال مشتتا تائها يبحث عن وطن!