"قصيدة "تحْتَ السَّيْطَرة
(كتبها الشاعر التونسي مازن الشريف ولحّنها الفنان التونسي لطفي بوشناق وغنّاها مع الفنان السوري عبد الله مريش)
يـــــَا أَبِــــي حُــــزْنٌ بـِـــبـــَوحِ الـــــحُـــنْــجُــــرَةْ
وَجَـــــــعٌ بـِهَذَا الـــــــصَّدْرِ يُــــــغـْمِدُ خــــِنْجَرَهْ
هِـــيَ حـــــَـيـــــْرَةٌ مِـــثـــْـلَ الـــْـــهَـــــزِيـــمَـــةِ مُـرَّةٌ
مـَـا لِلْعُـرُوبَـةِ كَـــــالـــحُطـَــامِ مُـــــبَــــعـْثَــرَةْ
أَنَّــــى نَــــظَــــرْتُ رَأَيـــــْتُ مَـــــوتًــــا صَـــارِخًا
لَكَـــأنَّـــــمَا وَطــــَـنُ الْـــعُــــرُوبــَـةِ مَـــقــــْبـَـــرَةْ
في القُدْسِ مَا في الــــقُـدْسِ أو في غزّةٍ
قَد عــَاثَ صُــهْيُـونٌ وأَرْسَلَ عَسْكَرَهْ
بــــَغْــــدَادُ أو فــــي الــــشّـــــامِ جُــرحٌ واحدٌ
مَــــنْ فَــــخَّــخَ الـــوَطَـــنَ الْجَميلَ وفجَّرهْ
والشعبُ بين الـــرُّعْــــــبِ أضحى دَمْعَةً
مُــذْ أَظْـهَـــــر الإرْهــابُ فـــــيــــنَا مَــظْــهــرهْ
والــــــــــدِّيـــنُ دِيــنُ الـــلـــّـهِ إلا أنَّــــهُ
لَـمْ يَــــرْضَ شـــــــيــــــخُ الإِفْـــــــكِ حتـّى زوَّرهْ
والــكَـــــاذِبــُونَ الـــــــعَـــــابـــِثـــــــُون أوغَــرُوا
صَـــــــدْرَ الــــْـغَــــبِي بالــــشَّـــــعْبِ حتىّ كفَّرهْ
إعلامُ بـــــعضِ الْــــــــــعــُرْبِ أضـْــــحى فِتنةً
أصـوات بعض العـُرْب أمستْ ثَرْثَرةْ
وتــــَرى الّـذي قد بـــاعَ غَــدْرًا ضَـــــــاحِكًا
ويَـــــراهُ أمْــرًا داعِـــــــــيــــــــــًا للـمـَـــفْـــخَـــرَةْ
هَـــلْ ثَـــــــورَةُ الأَحــــــــرَار دمّر مــــَوْطِــــــنًـــــا
شَتّــــَـانَ مَـــن يَـــــبْــنِــــيـــــه أو مَنْ دمَّرهْ
فــي كُــلِّ شِــبــــر مـــــِن ثَـــرانــــــا لَــوعَـــــةٌ
فـي كُــلِّ رُكــــــْـنٍ مِــــــن مَــــدانَــــــــــــــا مجزَرةْ
فِـــــي مَـــطـمَـــــعٍ للغَــــرْب صِـــرنـــــــــَــا لُقمَةً
فِــــي نــــظرة للـغرب صـــــرنــــــــــــا مَسْخَرةْ
قُــلْ يـــــــا أبَــــي هَـــلْ ضــــَاع حَــقـــــًّا حُلُمُنا
مَـــــــا عَــــادَ فــــِيــــنَـــا خَـــالِـدٌ أو عَـــنـْـتَرةْ
وهَل الْـــــــعُــــروبـةُ لم تَــــــــعُـــــد إلا أســــًى
فـــــِي قلْبِ مَـــــن عشق الثَّرى ما أكبَرهْ
يـــــــَا وَلَـــــدِي هـــَــذَا الـمـَـدى مـا أضْيـــقَهْ
أنّـــى نَــــظَــــــرْتَ رأيـــــــتَ نَـــارَ الـمـِـحْـرقةْ
مـــــــاذا يَقـُولُ الْــحــرْفُ في خــــطِّ الـمَدَى
وَطَـــــنٌ تَـــــدَلّى مِـــن حِـبالِ الـــمـِشــنَــقَةْ
إنْ مَــرَّ عُــصْـــــفُـــــور يُـــــــغَــــنّي مُــــــغْـرمًــــا
كَـــسَـــــرُوا جَـــنَـــــــاحَيــــْهِ أمَــــاتُوا الـــزَّقْزَقَةْ
هـــلْ نَــحــن شَــــعْـــبٌ واحِـــدٌ مــَهْــمــــا بدَا
فــــيــــــنَـــــا اخـــتِلافٌ فـــي الأمـُورِ الـمـُسْبَقَةْ
قــــــدْ فــَــكَّـكُـونا كالـــطّـــــوائــــــــفِ وانـبَرى
كُـــــلٌّ يَـــــشُـدُّ الـكُــــــلَّ حـــتّى يـــــــَخْــــنُقَهْ
فَــــانـــــظُــــر شَـــتَــــاتـًا فــي شَتاتٍ كيفَ لا
إذْ كُـلُّ شَــيءٍ صارَ تحتَ الـــــمــــِطْـرقةْ
أمْـــجَـــــادُنــــَا فــي الـــــدَّهْــرِ أَضحَتْ نُكتَةً
مِــــــنْ خَــــجَــــلٍ للأرض تـــَـــرنُـــو مُــطـــرِقةْ
آهٍ بُـــنَيَّ الــــــــيَــــــــومَ كــــَـــــم مِنْ طَــــــعْــــنـــَةٍ
فـِـي الصّــــدر تأتي من أخٍ مــَــــا أحْمَقَهْ
لَكِنَّــــنـــــــا واللّيـلُ يَـــجْـــــــــري خَـلْــفَــــنــَــــا
والــــْفَـــــجْـــرُ حَـــثّ الــــخَطْوَ حَتّى يسبِقَهْ
مــازَالَ فِـــيــــــنَــــا مَــــوطِــنٌ كـــــي نــَحـتـمي
بـــالـــحُبِّ إنّ الـــــحُـــــبّ مثـــلُ الــــزَّنـــبـــقَةْ
وغدًا تـــرَى الأوطـــــانُ ضوءً ســـــــاطــــِعًـا
وبرَغْـــم حِــــقدِ اللّيـــل شَـمسًا مُشْرِقةْ
إنْ أغْــلَـــقُـــوا درْبًا فــــأيــــــــقِـــــــنْ أنَّنـا
كَـــــم قَـــــدْ عَــبَـــرْنـــــــا مِــــن دُروبٍ مُــغْــلَقةْ
يـا والِــــدي أيــــقــــنـــتُ مـــنــْــكَ الـمـــَعْذِرَةْ
إني سأسْقي الْـــــحُــلْم دمْــــــعَ الــــــمِحْبَرَةْ
جُـرْحــــي عَـــــمِيـــقٌ غـــيرَ أنّــــــي مُــــــؤمِــنٌ
وغَـدًا يكونُ الجُرحُ تحتَ السَّيْطرَةْ