-
شكرا لكم ع التعليق ع المقال إيجابا أو سلبا، وهذا حق مكفول للجميع. فهي تظل آراء متباينة بين الاتفاق والاختلاف، وهذه ظاهرة عافيوية بامتياز. أول نقطة حابب أعلق عليها هو طول المقالة، وانزعاج البعض من هذه المسألة. للأمانة، الموضوع كبير، وهو يسلط الضوء على قضية مركزية في عالمنا اليوم، وهي "ازدياد معدل الإصابة بالأمراض المزمنة" وتوابعها الصحية والاقتصادية والتنموية على الصعيد العالمي دون استثناء، وحيرة العلماء والباحثين في مجال أبحاث علوم الطب الحيوي في ايجاد حلول جذرية لهذه المشكلة. وجاء هذا المقال ليسلط الضوء (بنظرة مبسّطة) على هذه "الأزمة"، ويطرحها من عين باحث منغمس على مدار الساعة مع آلاف آخرين من الباحثين والعلماء في العالم لإيجاد حل للأزمة ربما يقدم للناس يوما ما. فطول المقالة، فرضته المشكلة المطروحة، لا الرغبة في الإطالة. كما لعلّي أشرت في ثنايا المقال بأن هناك مواضيع متصلة بالموضوع يمكن أن يفرد لها مقالات، بل وحتى كتب للتوضيح. كما لا أخفيكم أن هناك قضايا ومواضيع متصلة بالموضوع أسقطتها عمدا من المقالة خوفا من أن تتحول إلى كتيب وليس مقال. منها على سبيل المثال ديناميكية التواصل والتفاعل بين الجينوم والإكسبوزوم في الإطار الزمكاني (زمان – مكان) على طول الخط منذ نفخ الروح إلى الممات، ودور الحواس الخمسة (البصر، السمع، الشم، التذوق، اللمس)، والمشاعر القلبية غير المحسوسة كالحسد والبغض والحب والكره وغيرها، وأثرها البيّن والواضح في هذا الاتصال اللحظي. وقد عبر القرآن عنها بقوله "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا – الآية)، وأن الإشارات أو المدخلات من الإكسبوزوم في اتجاه الجينوم وبالعكس تتم من خلالها. وخشية الإطالة في الرد أكتفي بهذا الرد، ولنا عودة إن لزم. لكن قبل ما أختم الرد، أعرج سريعا على ملاحظة الدكتور خالد بعدم ربط الدين الإسلامي والقرآن بالأبحاث العلمية لأنه ليس كتاب فيزياء فلكية أو علوم طبية، ومن وجهة نظره هو كتاب علمي للسلوك البشري والأخلاق والمعاملات، وهو محق – إلى حد ما - فيما ذهب إليه، لكن لي اعتراض بسيط في اعتقاده ان هذا اجحاف في أصول ديننا الحنيف. فمع احترامي الشديد لرأي الدكتور خالد، وللرد على هذه النقطة احتاج ممكن كتابة مقال آخر. لعله يكون في المستقبل. وأنتقل سريعا إلى ملاحظة الدكتور فتحي وقوله إن ثنائية الجينوم والإكسبوزوم ليست بالضرورة تمثل كل أطراف المعادلة. ويرى أنه ربما يأتي يوم تكتشف فيه محركات أخرى لديناميكية العافية والمرض. أقول للدكتور فتحي، بالتمعن في هذه الثنائية فتجدها شاملة وملبية للزمن الراهن والمستقبل، فالحلول إما في الإكسبوزوم أو الجينوم، وأنا شخصيا أقول – بدون تردد – أن الحل في الإكسبوزوم، وهذا يمكن أيضا أن يكون عنوان مقال آخر مفصلا. سامحوني، فالرد أيضا اتسم بالإطالة، وعذري أن أجملت الإجابة لتشمل اغلب التعليقات،، وبخصوص الدكتور ميلاد لم أسمع رأيه العلمي بعد. وأخيرا، أتمنى أن تتمعنوا في الصورة المرفقة مع المقال، فهي تسلط الضوء على هذه الثنائية من منظور مادي صرف، غاب عنها الكثير من الجوانب المهمة ذات الوزن في ديناميكية الثنائية،،، تحياتي.