البحث بالكلمات الرئيسية
تعليقات المنشورات
  • هذا ماكتبه احد الأصدقاء على من في الشارع والمسؤولية اليوم:

    ما طفح من ندوب متفجرة على وجه ليالي العاصمة، هي ذرات من رماد الماضي، جيلٍ ملوّث في هيئة ثوار منزوعي دسم القيم، أبناءُ نزوةٍ عابرة من فوضى وخطيئة، رضعوا الزقوم ونشؤوا فوق أنقاض وطن محترق يكبرون. تغذّوا من حرام، فارتقى نفاقهم على الإيمان، وارتفع سهم كذبهم على الصدق .

    فقدوا البوصلة الدينية والأخلاقية، فانحرفوا عن المسار، لا ضمير يردع، ولا وازع ديني ينهى. صاروا يتباهَون بالمال القذر كأنه وسام فخر، خلطوا الخديعة بالحكمة فظنّوها دهاءً وفطنة أو هكذا شُبه لهم.

    جيلٌ مشوَّه الخطى، منزوع القيم، لا شرف فيه ولا نخوة له، لم يبق من الإنسان فيهم إلا بقيه صورة باهتة لإنسانًا كان هنا. ليسوا أبناءً شرعيين ولا ينتسبوا لهذا الوطن الذي نعرف، بل امتدادٌ لخطيئةٍ تُرتكب بحقه كل يوم منذ عقود. يبدو أننا سنحتاج لأعوام عديدة، لنستعيد ما تبقّى من إنسانيتنا التي سُحقت.

    جيلٌ كهذا لا يُصلح لأن يُذكر، بل يُنسى ويُردم مع رماد الخراب الذي خرج منه، لعلّ النسيان يحرث ذاكرتنا، فتكون بدايةً لطريقٍ جديد متعاف، نسأل الله أن لا يكون كسابقه.

    بشير قطنش

    • 1