·   ·  3 posts
  •  ·  0 friends
  • أ

    3 followers
  •  ·  Advanced Member

إدارة الأزمات

ازمة جائحة كورونا كأي ازمة تتطور وتنكشف مع الوقت الي بداية... منتصف...ونهاية الأزمة....من المهم التمييز بين ما كان وما هو الآن وماذا سيكون بعد الأزمة...كان هناك ماضي والاستقرار النسبي وكذلك كان نوع من التنبؤ مما سوف يحدث...ثم يوجد الآن وما فيه من اضطراب وفوضى. بعد ذلك هناك غدا .........وكيف سيكون مختلفا.

مع تطور الوقت والازمة بعض المؤسسات سوف تكون قويه وصلبه في مواجهة الازمة والبعض سوف يكون تاثير الازمة كارثي.

قرارات بعض المسؤولين وفريقهم في وسط هذه الأزمة سوف يحدد مستقبل  هذه المؤسسات.....

أزمات بهذا الحجم والتعقيد تحتاج ادارة عالية وقيادة حكيمة.....

معالجة الأمور الطارئة واحتياجاتها هو أساس علم إدارة الأزمات.....

يحتاج هذا الوضع إلي اتخاذ خيارات مستعجلة وتحديد وتقييم مصادرك وامكانياتك .

لأنه ببساطة الوتيرة سريعه والقرارات يجب ان تكون حاسمة.

القيادة الفعالة هي التي تؤدي إلى نتائج مرضية للأزمة. التركيز يجب ان يكون على ماهو احتمال ان يحدث الآن وكيفية الاستعداد له.

دراسة وأبحاث عدة مؤسسات ومراكز عالية الجودة ومعقدة وتعمل تحت ضغط عالي أثبتت آن الأزمات اما انها اُديرت بشكل مبالغ فيه او تعرضن الي مستوى ضعيف من القيادة. احسن أسلوب القيادة والقياديين هو الذي يستطيع الصمود ويتمكن من اجتياز العواصف بنجاح ويرفع معنويات الفريق ويبث الروح في المؤسسة.  الأبحاث وجدت كذلك عدة عوامل ربما يتعثر فيها بعض القياديين والتي يمكن تلخيصها في النقاط الاربعة التالية:

1. أخذ نظرة ضيقة:

العقل البشري مصمم ان يتفاعل مع الازمة بالتركيز علي الحدث نفسه لزيادة التركيز وهذا قد يفقدنا حل الأزمة من عدة زوايا قد تكون الحل المناسب لها.

فمن المطلوب في مثل هذه الاوقات ان تتوقف وتجلس وتأخذ خطوة للوراء لمعالجة الازمة من عدة نواحي. هناك ازمات كثيرة في تاريخ البشرية حُلت بعدم التركيز على المشكلة نفسها.

2. الوقوع في فخ الإدارة وترك القيادة:

هذا الخطأ يصيب الأشخاص الذين ترقو في سلم الإدارة إلى موقع قيادي. فالأزمة قد تنسي البعض دور القيادة ويقع في إغراءات إدارة الأزمة وما يحيط بها من حماس وإثارة. فالقيادة تحتاج الي نظرة كاملة وشاملة وبعيدة الأمد بينما الإدارة تعتني بإدارة الحدث فقط.

فالقيادة تحتاج الي التخطيط ليس الان فقط بل للاسبوع القادم والشهر القادم او حتى العام القادم من اجل تهيئة المؤسسة الي التغيرات المستقبلية. يجب عليك الثقة ودعم فريقك في اتخاذ قرارات صعبة بينما تدعمهم بالخبرة والإرشاد وتوزيع المهام لأشخاص أكفاء ومقاومة الرغبة في التدخل في قراراتهم. يبقى هدف الفريق ليس فقط التحكم والسيطرة على الأزمة بل الخروج منها أقوى من قبل.

3. الافراط في مركزية الاستجابة:      

عادة ما يزداد الخطر والغموض أثناء الأزمة بسبب عدم وضوح وتقلب الوضع وعليه فمن الأخطاء الشائعة للقياديين هو رغبتهم في التحكم في كل شيء، وهذا قد يؤدي فجأة إلى خلق حاجز وعراقيل لاتخاذ قرارات سريعة ومهمة. وهذا ربما يؤدي إلي عرقلة عمل المؤسسة وبطء الاستجابة وفي النهايه الي الاحباط وسوء اتخاذ القرارات والوصول إلى نتائج سلبية .....

الحل هو خلق وإعادة النظام وليس التحكم بالقرارات. النظام يخلق نوع من الثقة في الفريق وفهم ما هو متوقع منهم. قيادي الازمة يجب عليهم تجنب التحكم في كل شيء....مهمتهم الرئيسية تكمن في وضع الخطط، توضيح أساسيات ومبادئ العمل ونصح الفريق وتوزيع المهام.

4. تناسي العامل البشري:

يبدو هذا العامل واضح للجميع لكن في الأزمة قد يتناسى هذا العامل المهم. فبعض القيادين ينهك بالتركيز على عوامل اخري مثل العوامل المادية والسياسية والاجتماعية، بينما هذه عوامل مهمة لكنها هي نتائج وحصيلة تنسيق ومجهود أشخاص وفريق، فهذا في نظري عامل أساسي في تحديد نتائج مرضية لحل أي أزمة....... كل المؤسسات وجدت وتطورت نتيجة عمل فريق وليس بسبب شخص بمفرده.

الحل يكمن في توحيد الناس من أجل هدف واحد والعمل كمنظومة متجانسة ومتناسقة.

المهمة تبدأ بوضع خطة واضحة ومتكاملة ومشتركة للفريق يتبعها قيادة حكيمة تشمل الجميع بحيث يكون فيها الجميع مسؤول ومدرك لمهامه ومسؤولياته وان يقدر مشاركته والثني علي مجهوده. بمعني اخر مهمة قيادي الفريق خلق بيئة مشجعة للعمل الجماعي والتحفيز ورفع المعنويات وهكذا يعطي معنى أعمق للمهمة ويساهم بشكل كبير في انجاحها......

د خالد اعنيبة

استشاري عظام 

بريطانيا 

Comments (0)
Login or Join to comment.