الجيل الذهبي!!!

اصطلاحٌ كاذب يصف به الجيل اللاحقُ الجيلَ السابق. الإنسان هو الإنسان، لكن البيئة هي التي تتبدل، فيتبدل معها السلوك والقيم. أساس أي مجتمعٍ متماسك يقوم على ركيزتين: الدين والأخلاق، فإذا آمن الأفراد بالله إيمانًا صادقًا، واستشعروا مراقبته في السر والعلن، صار الرادع ذاتيًا لا يحتاج إلى سلطة أو رقيب. أما إذا عاش الإنسان بعقلية “القطيع”، يخاف الناس أكثر مما يخاف الله، تراه يتصنع المثالية أمام المجتمع، ويفعل المنكر في الخفاء.

لطالما سمعنا عبارات من ثقافتنا الليبية مثل:

“شن بنقولوا للناس”، “شن بيقولوا عليا الناس”، “الهبل يكتفوه هله”، وعندما يفسد أحدهم يُقال له: “شافوك الناس”، وكأن الخطيئة فقط حين تُرى!

بينما الأصل أن يخاف الإنسان الله قبل أن يخاف الناس، لأن من خاف الله أصلح نفسه، وبصلاحه يصلح المجتمع.

في السنوات الأخيرة، الفئة التي كانت تخشى المجتمع أكثر من الله تخلّت عن خوفها من المجتمع، بعد أن فقد هذا المجتمع سلطته المعنوية وقدرته على الردع. فالمجتمع الذي كان يُمسك بعضه بعضًا بالمادّة والدعم والاحترام، أصبح اليوم مفلسًا ماديًا ومعنويًا، فلم يعد أحد يخشى أن يُنبذه.

وحين غابت خشية الله، وانهار الخوف من المجتمع، خرجت إلينا في كل صباحٍ وجوهٌ تتباهى بفسادها، تقول بوقاحة: “ما يهمّني في حد!” ومع ضيق الحال، وغياب القانون، ووسائل التواصل التي تتيح لكل ساقط أن يرفع صوته، زاد الطين بلّة، حتى بتنا نتحسر على زمنٍ كنا نعيب عليه، لأننا لم نرَ منه ما نراه اليوم من انحلالٍ وتردٍّ في القيم.

وفي الحقيقة، ما نراه اليوم أو رأيناه بالأمس أو سنراه غدًا ليس بسبب الزمن، بل بسبب الناس، وما يحملونه من قيمٍ أو يفتقدونه منها. الزمن لا يفسد… الذي يفسد هو الإنسان حين يغيب عنه الخوف من الله، ويكتفي بخوفه من المجتمع.

انتهى

💓 1
Comments (1)
    • صدقت ياكرومة..المعايير اختلفت كثيرًا...والله المستعان

      Login or Join to comment.