الدلاعة… قصة حياة!
لـ “الدلاعة” (البطيخة) مراسم أسرية واجتماعية في زمن “اللا تكنولوجيا”.
بعد الغداء أو العشاء، يُحضِر الأطفال “الدلاعة” بفرحة لا تجدها مع أي فاكهة أو خضرة أخرى.
تُوضع السفرة وتُحضّر السكين، ويتسابق الأطفال على من يدحرج “الدلاعة” إلى الأب.
أحيانًا، يتكلف أحد الأطفال المتهورين بحملها، فيجد صعوبة في رفعها أو الإمساك بها، ومع تكرار المحاولات… تقع منه و”تنفجخ”!
“الفجخ” هو سقوط الدلاعة وتفجرها، وهو مشهد يفسد لحظة الفتح المنتظرة التي يستمتع بها الصغير قبل الكبير.
فتح الدلاعة مهمة شرفية للأب،
تجلس الأم والإخوة الكبار بعيدًا عن السفرة، لكن بزاوية رؤية كاملة.
يحيط الأطفال بالسفرة، عيونهم مركزة وآذانهم مصغية، ولا تخلو الأجواء من تعليقاتهم:
“حوّل غادي!”
“زيد غادي!”
“أنا نبي الشحمة!”
“أول قلم لي!”
وحين يغرس الأب سكينه في قلب الدلاعة، تبحلق العيون وتترقّب المسار، ويصرخ الجميع:
“حمرة! حمرة!”
لونها الأحمر دليل نضجها.
يبدأ الأب في “التبريج”، وهناك من يحصي الأبراج، ومن يترقب البرج الأكبر، الذي يحتوي على “الشحمة” (اللب)، فيضع يده عليه ويقول:
“هذا لي!”
لكن الأب يمنع الجميع من اللمس حتى ينتهي.
عادة، تُقسَّم “الشحمة” على كل الحاضرين.
يبدأ الأب والأم، ثم الكبار فالصغار.
وبعدها يقسم الأبراج، كل من يأخذ حصته، يبتعد إلى زاوية ليبدأ في “الجلخ”.
الجلخ: هو الأكل مع الشفط، حيث يُؤكل القلم ويُشفط منه العصير بصوت واضح.
يُؤكل الجزء الأحمر، ثم ينزل البعض للجزء الأبيض، وهناك من لا يتوقف إلا عند القشرة الخضراء!
الدلاعة كانت قصة،
أصبحت الآن مجرد مربعات في طبق، تُقدَّم بعد الطعام، بدون نكهة “الدلاع” زمان.
"كل واحد يجيب دلاعات، ويدلع هو واعويلته."
"نهاركم دلع"
انتهى