الطنجرة!!!

الطنجرة شاهد صامت على طبخات كثيرة؛ منها ما استوى، ومنها ما احترق، ومنها ما لم ينضج بعد. لا تظن أن غليان الطنجرة في طبخة واحدة هو النهاية، فكل غليان هو نهاية طبخة وبداية أخرى. في داخلها تتفاعل المكونات: ماء، لحم، ملح، وتوابل، ويبقى اللحم سيد الطعام في كل مرة، بينما يظل الملح العنصر المهمّش الذي لا غنى عنه، لكنه إن غاب فسدت الطبخة.

كل ما يُضاف فيها مجرد مكمّل لتلك الطبخة، أعجبت من أكلها أو لم تعجبه. تطبخ الطنجرة حتى “توقف على دهانها”، حينها تُعلن اكتمال الطبخ. ويُقال إن وجه الطبيخة هو مرآة الطنجرة، يُظهر كم كانت النار هادئة، وكم تحملت صبر الطباخ، فكلما طالت المدة كان المذاق أعمق وألذ. يا سيدي، حتى لو اختلط الثوم باللحم، يظل الثوم ثومًا، واللحم لحمًا. وانتهاء الطبخة لا يعني نهاية الطنجرة، فهي تبقى لتبدأ من جديد، تُغسل من آثار ما مضى، وتُعدّ لما هو قادم، وكل طبخة تُعبر عن نوع الوجبة المعدة، مكونات البازين غير عن الارز، لهذا تختلف الطبخات بإختلاف الوجبات وما يراد أن يُطبخ.

المهم ألا تُدخل يدك فيها وهي تغلي، ولا تقترب لتتذوقها قبل أوانها، فقط راقب بصمت حتى “تقف على دهانها”، عندها سترى وجه الطبيخة، وستلمس اللحم فيذوب بين يديك، وهناك فقط يمكنك أن تأكل. وبعدها تُغسل الطنجرة، وتبدأ دورة جديدة بطبخة أخرى، طبخات تتعاقب، والطنجرة واحدة.

انتهى

😆 1
Comments (1)
    • لم لم ادرك الرمز !

      • 2
      Login or Join to comment.