سيرة أرطغرل بن سليمان شاه(١)

مات أبوه غريقاً أثناء عبور أحد الأنهار هرباً من بطـ.ـش الغزاة فتحركت عنده نخوة الانتصار للضعيف ..هذه قصة الأسطورة “أرطغرل” بعيداً عن الحبكات الدرامية

أرطغرل بن سلمان شاه قائد مغوار مقدام سطع نجمه بين مئات الفرسان الأتراك و نقل سيرته العديد من المؤرخين بسبب شخصيته الحيوية شديدة التركيز, عدا عن نخوة الانتصار للضعيف لديه والتي لعبت كل الدور في ظهوره و تفرده بين سلاطين الدول في زمانه.

تحول هذا القائد من فارس من أفراد قبائل الأوغوز التركية إلى أسطورة تاريخية كما عرضته الدراما التركية!

أطلق عليه في الدراما التركية لقب كامل الأوصاف فمزجت قصص بطولاته بين الواقع و الخيال المبالغ فيه, حيث صورته الدراما عبر مئات الحلقات الطويلة التي جذبت المتابعين العرب و الأتراك, وكل من يهتم بسير الأبطال الشجعان الذين يحيون في العرب والمسلمين أمجادهم القديمة وانتصاراتهم الساحقة التي حققوها سابقا.

فهل يا ترى كانت شخصية البطل المقدام أرطغرل تحمل كل هذه الصفات النبيلة أم أنها كانت حبكات تلفزيونية درامية فقط لا أكثر! لنتابع معا السيرة الحقيقية للبطل أرطغرل.

الهجرة إلى العروش

شهد الربع الأول من القرن الثالث الهجري، نقطة فاصلة في تاريخ العنصر التركي في البلاد الإسلامية. فقد استقدم الخليفة المعتصم العباسي مئات الفرسان الأتراك من أرجاء آسيا، وذلك ليكونوا عماد جيشه، وأسكنهم في عاصمة دولته الجديدة «سرَّ من رأى» والتي تصحَّف اسمها مع الوقت حتى أصبحت سامرَّاء في العصور اللاحقة للمعتصم، ومع الضعف الشديد لمن تلاه من الخلفاء، تفاقم نفوذ العسكر الأتراك، وهيمنوا على مقدرات الخلافة، وأصبح بمقدورهم عزل وقتل وسمل عين من شاءوا من الخلفاء، وتعيين من يخدم مصالحهم.

استمرت الهيمنة التركية على بغداد قرنًا من الزمان، حتى استُبدلَت بسيطرة بني بويه، وهم من الديلم، في القرن الرابع الهجري، والنصف الأول من القرن الخامس الهجري، والذين استحدثوا منصب السلطان، المنفرد بالصلاحيات، بينما تركوا للخليفة العباسي الاسم دون الرسم.

عاد الأتراك للهيمنة على بغـ.ـداد، في صورة الأتراك السلاجقة، بقيادة طغرل بك السلجوقي عام 447 هـ.

وتعود أصول السلاجقة إلى أواسط آسيا، وجنوب روسيا، حيث الخزان الرئيسي للعنصر التركي. وكانوا بالأساس قبائل بدوية محاربة، تعيش على الرعي، ولذا فهي في هجرة مستمرة نحو المناطق الأكثر خصبًا ودفئًا. لكن ما لبث وجودهم في التبلور منذ منتصف القرن العاشر الهجري على الساحة السياسية في آسيا الإسلامية، وفي القرن التالي، بدأت دولة السلاجقة في التشكل والتمدد، حتى خضع لسلطانها بلاد فارس والعراق والشام، وأصبحت تهيمن سياسيًا على الخلافة العباسية في بغداد.

عام 463هـ (1071م)، نجح السلاجقة بقيادة السلطان ألب أرسلان، في إيقاع هزيمة ساحقة بالبيزنطيين في موقعة ملاذكرد، وأسر القيصر البيزنطي أرمانوس الرابع. فتح هذا الانتصار الأبواب على مصراعيها أمام تدافع السلاجقة إلى قلب أراضي الإمبراطورية البيزنطية في الأناضول، لتتأسس في العقود التالية دولة سلاجقة الروم هناك، عندما تبدأ الإمبراطورية السلجوقية الموحَّدة في التفكك.

ظلت دولة سلاجقة الروم تهيمن على معظم مناطق هضبة الأناضول، وجوارها من القوقاز، على مدار قرنيْن. كان أوج قوتها في عهد السلطان قلج أرسلان الثاني، والسلطان كيكاوس، والسلطان علاء الدين كيقباد والذي حكم بين عامي 1219م-1237م، والذي كان له دور غير مباشر في تأسيس الإمبراطورية العثمانية، والتي ورثت دولة سلاجقة الروم عندما تداعت في العصور

التالية، وتفرقت إلى العديد من الدويلات المتناحرة. وكان العثمانيون بالطبع من القبائل التركية، وحملتهم الهجرة أيضًا إلى العرش.

المصدر: موقع الساسة بوست

💓 1
Comments (2)
    • روعة، الاسلام العظيم داءيما مبهر، ياليت قومي يعلمون 

      • شكرًا جزيلًا...أول مرة أعرف أن "سامراء" لها قصة مثل قصة "غدامس"...والشيخ زبير 😄

          Login or Join to comment.