- · 42 friends
-
ع
- · Advanced Member
كل شيء مصيره للزوالِ....غير ربـي وصالح الأعمـالِ
لمحبي الأدب والشعر العربي...
هذا مطلع الرثائية المعروفة في الجاهلية للحارث بن عباد و الأيقونة الشعرية المعروفة أيضاً بأبياتها الشهيرة "قربا مربط النعامة مني"....والتي جاءت في سياق حرب البسوس المعروفة بين بكر وتغلب، وقالها في رثاء ابنه "بجير" على يد المهلهل سيد ربيعة.
وكان الحارث في البداية قد اعتزل الحرب وقال هذه حرب "لاناقة لي فيها ولاجمل"، ولكنه بعد ان استمرت الحرب حاول أن ينهيها بطرق سلمية فأرسل أبنه للمهلهل وقال في الرسالة ”وان شئت ان تقتل ولدي بجيرا عوضا عن اخيك كليب وكان شفاء لجرحك فافعل واحقن دماء الحيين ”، ولكن المهلهل قتل بجيرًا وقال قولته الشهيرة: "بؤ بشسع نعل كليب"..
وبعدها قرر الحارث الدخول في الحرب ضد ربيعة ثأرًا لابنه حتى انتهت الحرب وهُزمت ربيعة على يديه، حتى وصفه البعض بأنه الفارس الحكيم الذي حسم حرب البسوس.
مطلع الرثائية (كل شيء مصيره للزوال...غير ربي وصالح الأعمال) يعكس حكمة بالغة أقرها الإسلام فيما بعد، وجاءت في سياق حرب عكست جانبًا مظلمًا في طباع العرب حينها. هذه الحكمة وغيرها من العادات الحميدة أقرها الإسلام ورسمًا منهاجًا جديدًا لحياة العربي يقر فيه مايصلح وينبذ فيه مايضر كالخمر ووأد البنات وغيرها.
هذه بعض أبيات القصيدة:
– قُل لأُم الأغرِ تبكي بُجيرا........حيل بين الرجال والأموالِ
– ولعمري لأبكين بُجيرا...........ما أتى الماء من رؤوس الجبالِ
– لم أكن من جناتها علم الله........وإني بحرِّها اليوم صال
– قد تجنبت وائلا كي يفيقوا.......فأبت تغلبٌ عليّ اعتزالي
– قَرِّبا مربط النعامةِ منّي........ليس قولي يُرادُ لكن فِعالي
– قَرِّبا مربط النعامةِ منّي...........واعدلا عن مقالة الجُهال
– قَرِّبا مربط النعامةِ منّي......لا نبيع الرجال بيع النِّعال
لسماع القصيدة كاملة على اليوتيوب: