مايذبح ديك إلا علي مطلب !

في خلال الأسابيع القليلة الماضية قام الرئيس ترمب بعدة تصرفات غير مألوفة وغير متوقعة ولاتزال طلاسم بالنسبة لي أحاول فهمها، تشترك هذه التصرفات في أمرين، وهما: السعي للسلام وتثير غضب إسرائيل.

أعلن بشكل مفاجيء عن التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار مع الحوثيين…واشترط فيه عدم التعرض للسفن الأمريكية والملاحة في البحر الأحمر ولم يتطرق إلى وقف الهجمات الحوثية على إسرائيل…

كما أعلن قبلها بإجراء محادثات مع الإيرانيين في مسقط وأنها تسير على مايرام…

ثم يعلن عن اتفاق مع حماس عن طريق مفاوضات مباشرة وتفضي إلى إطلاق رهينة أمريكي- إسرائيلي، عيدان الكسندر..

ثم يعلن عن جولته في الشرق الأوسط وأنها تقتصر على ثلاثة دول خليجية فقط (لجمع الغلة!)….دون زيارة إسرائيل.

وأخيرًا يعلن عن رفع العقوبات عن سوريا بشكل مفاجيء بعد أن مهد له بأن هناك توسطات من أردوغان ثم من محمد بن سلمان وينتهي الأمر بمقابلة الشرع شخصيا. 

خطاباته حتى الآن في السعودية وقطر لم يتطرق فيها من قريب أو بعيد بمغازلة إسرائيل أو نتنياهو على غير عادته، مقارنة بما أثاره في البيت الأبيض منذ شهر أو إثنين حين زاره نتنياهو ومنح له الضوء الأحمر لتحويل غزة إلى جحيم إن لم يطلق جميع الأسرى بعد أنقضاء المدة التي منحها لهم. 

وكذلك لم يتطرق إلى شطحاته حول تحويل “غزة” إلى ريفيرا المتوسط الجديدة…

كما أن خطاباته جاءت ناعمة مهادنة ويدعو إلى السلام والوئام والبناء لا الهدم (وكرر ذلك عدة مرات وخصوصا في خطاب السعودية وكأنه يوجه رسالة إلى نتنياهو)….

الخلاصة، لماذا تحول ترمب إلى حمامة سلام وبشكل مفاجئ ؟ وهل أنه فعلا قد سئم التعامل مع نتنياهو وقرر الضغط عليه بشكل غير مباشر لعله يوقف الحرب في غزة، ومنها يظهر ترمب بأنه صانع سلام فعلي بإيقاف أكبر حربين حاليتين (أوكرانيا وغزة) لتكتب في إرثه السياسي بل وحتى قد يمنح جائزة سلام؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها.

الله أعلم، فالرجل متقلب المزاج وغير مأمون الجانب ورجل أعمال بامتياز فهو “ما يذبح ديك إلى على مطلب”، ولكن لننتظر ونرى فالعاقبة بالخواتيم، أو كما يقول أهلنا في تونس “الرُب في عقابو”….

😲 1
التعليقات (1)
    • يعطيك من طرف اللسان حلاوة !!!

      يستمر العرب في الخضوع و المهانه والاذلال وتكرار الاخطاء

      • 💓 1