·   ·  32 posts
  •  ·  7 friends
  • ا

    8 followers
  •  ·  Advanced Member

مسلّمات ينبغي أن تستحْضر في ابحاث علوم الحياة Axioms should be invoked/recalled in life science research

تهتم ابحاث علوم الحياة (life science research) بدراسة وفهم كل ما هو كائن حي ابتداء من الكائنات الحية المتناهية في الصغر كالبكتيريا مثلا، مرورا بالحشرات و النباتات والحيوانات، لتنتهي بدراسة الإنسان ذلك المخلوق العجيب الفريد من نوعه، والمكرّم من عند الله سبحانه وتعالى. قبل الخوض في هكذا موضوع شائك ومعقّد وممتع في نفس الوقت، يجب علينا التأمّل قليلا، وإقرار أو استصحاب مسلّمات او بديهيات في مجال ابحاث علوم الحياة – عنوان المقالة هذه - وفي مقدمتها ابحاث الطب الحيوي (biomedical research). فأبحاث الطب الحيوي هي التي تستلهم الأفكار المتنوعة لتختبر نجاعتها ومن ثم تعمل على تطبيقها وانتاجها من خلال آليات البحث والتطوير في مجال علوم الحياة الواسع (الكائنات الحية) المتداخل والمتفاعل بتناغم وتكامل مع الكون الفسيح (البيئة) مستهدفة الوصول إلى معارف تفيد في اختراع وابتكار وانتاج تطبيقات، أو توصيات، أو طرق، أو حلول تفيد الإنسان في علاج أمراضه وأسقامه وتعزيز صحته وعافيته، وتحقيق رغباته المادية والمعنوية المتنوعة بتنوع الإنسان والبيئة والحقبة الزمنية التي تواجد فيهما (المكان والزمان). هذه المسلّمات التي قد نغفل عنها في احيان كثيرة بانشغالنا بأشياء أخرى ثانوية قد ينتهي بنا عدم ادراكها او استصحابها إلى حالة فوضوية عبثية لا آخر لها نلحظها حاليا في اغلب مناحي حياة الإنسان بما فيها مجال البحث والتطوير والابتكار. من هذه المسلّمات أن هذا الكون بأجمعه قد سُخّر للإنسان، وأنّه – أي الإنسان - مقدم على كل شئ في الكون بشقيه الحي المتحرك، والميت الساكن والمتحرك ايضا. فمن منطلق ابحاث علوم الحياة فقد تم تسخير كل شئ تقريبا من علوم ومعارف وأدوات وابتكارات لدراسة هذا المخلوق العجيب الفريد والسعي إلى خدمته وارضاءه بكل ما تعني هذه الكلمات من معنى. فعلى سبيل المثال، لقد استخدمت انواع كثيرة من الحيوانات في المختبرات والمعامل بمراكز البحوث والتطوير لمعرفة ماهيّة الأعضاء ووظائفها الفسيولوجية وتركيبها التشريحي من خلال دراسة الخلايا والانسجة، ودراسة حتى التفاعلات الجزيئية على مستوى الجينات والبروتينات وغيرها من اجل استخلاص المعارف واثبات النظريات والأفكار ومحاولة محاكاتها مع خلايا وانسجة واعضاء الانسان. كما تم أيضا دراسة الكثير من المستخلصات الطبيعية النباتية والبحرية لاكتشاف الادوية والبحث عن فاعليتها في علاج الأمراض المتنوعة من خلال دراستها وتطبيقها على نماذج حيوانية او نباتية مختلفة أيضا، وهل بالإمكان استفادة الإنسان منها أو لا. كما أجريت دراسات اخرى - خارج نطاق الكائنات الحية - لتتجه نحو البيئة  المتنوعة المحيطة به من كل جانب لمعرفة تأثيرها على الإنسان ونموّه وتفاعله. كما اتجهت دراسات اخرى نحو معرفة مدى تأثير اختيارات الإنسان اليومية المتباينة من سلوك وتصرف وعلاقات وتفاعل وردود افعال وتأثيراتها على مستواه البدني، أو النفسي أو العقلي له. كل هذه المجالات البحثية المعقدة والمتداخلة وكل هذه المعارف والابتكارت من خلال آليات ومناهج البحث والتطوير بؤرة بوصلتها أو اتجاه بوصلتها هو هذا المخلوق الفريد المكرّم بلا منازع. فكل ما سبق ذكره من اتجاهات متنوعة ومختلفة من العلوم والمعارف تتجه فقط نحو خدمة هذا الإنسان وإرضاءه والعمل على راحته وتمكينه من استخلاف الأرض واعمارها. 

بعد هذه المقدمة البسيطة، دعونا ندلف إلى أصل المقالة للتعرف على بعض هذه المسلّمات أو البديهيات التي يجب استصحابها والوعي بها ونحن في طريقنا نحو التوسع والارتقاء في عالم المعرفة والبحث والابتكار في علوم الحياة. أول هذه المسلّمات هي ان هذا الإنسان المخلوق العجيب يتركب من ثلاثية فريدة من نوعها: "الجسد – الروح – العقل"، وهذه الثلاثية المتفردة لا تتوافر أو تتواجد إلإ في الإنسان فقط دون غيره من المخلوقات التي نعلمها حتى يومنا هذا ( ويخلق مالا تعلمون). فالكائنات الحية الاخرى كالحيوان والحشرات والنباتات تتكون من جزئين فقط هما: الجسد والروح، أي ينقصها العقل. وإذا توسّعنا في المخلوقات الاخرى كالملائكة (من نور) والجن (من نار) فماهيتها تخلتف تماما عن الجميع، وبذلك هي ليست مشمولة في حديثنا هذا. هذه المخلوقات جميعها تخضع لمسألة الحياة والموت لشمولها على معطى الروح، وبهذا اكتسبت معنى "الكائن الحي"، وما عداها من الأشياء الأخرى فهي غير حية لا روح فيها، كالكواكب والنجوم، والمياه، والرياح، والعناصر الكيميائية العضوية وغير العضوية كالمعادن والفلزات ونحوها. هذا التنوع العجيب من المخلوقات الحية وغير الحية ادى إلى مخلوط او مركب عجيب فريد من التفاعل والتناغم والاندماج حتى اصبحت الحياة الدنيا لا تستقيم بغياب أي عنصر من عناصرها المختلفة المتنوعة هذه. ومع هذا التنوّع التكاملي المتداخل يظل الإنسان المخلوق الوحيد المعنى بالتكريم من بين الخلائق الاخرى ( ولقد كرّمنا بني آدم). إذا، توافر ثلاثية الجسد – الروح – العقل في الإنسان هي من المسلّمات التي يجب ان تلفت انتباهنا ونحن نسير ونخطو في مسالك ودروب البحث والتطوير والابتكار. هذا المزيج الثلاثي المنتج لما يعرف بالإنسان، تلفه ثلاثية اخرى، وهي المسلمة الثانية التي يجب ان تلفت انتباهنا ايضا، الا وهي مثلث "الجينوم، والبيئة، والسلوك/ والإختيار". فكل انسان يتركب من مادة جينية تسمى المادة الوراثية (الجينوم) التي توارثها عن أبويه تشكل العنصر الأولي كخارطة (blueprint)  ينشأ على اساسها – اي الخارطة - البناء الجسدي المحسوس من خلايا وانسجة واعضاء وجسم متكامل (تبارك الله احسن الخالقين). هذا الضلع (الجينوم) من بين ضلعين آخرين هما ضلع البيئة وضلع السلوك والاختيار يكوّنوا ثلاثية اخرى تسمى ضلع الجينوم – ضلع البيئة – ضلع السلوك والاختيار. فالإنسان متشابه في مركّب الثلاثية الاولى التي تميزه عن باقي الخلائق (جسد – روح – عقل) بينما يختلف اختلافا جوهريا ولا يتطابق مع انسان آخر  من بني جنسه في ثلاثية (الجينوم – البيئة – السلوك والاختيار). بمعنى أن كل انسان له بصمته الوراثية الخاصة به لا يشبهه فيها احد من الناس من لدن آدم عليه السلام إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها (مثال بصمة اصابع اليد)، كما انه محاط ببيئة لا يشاركه فيها انسان آخر ايضا. كما ان سلوكه وخياراته اليوميه من اكل وشرب ونوم ورياضة وعبادة وعلاقات اجتماعية وحب وكره، وسعادة وتعاسه، وشعور وتفاعل، وتقدير للأشياء المحيطة به،، كل هذه الاشياء لا يشاركه او يتطابق معه فيها انسان آخر على وجه الأرض. 

هذا التفرّد (uniqueness/singularity) حقيقة لا يشاركه فيه احد، وللمزيد من تعقيد المشهد فإنّ هذا التفرد يلقي بظلاله أيضا ليطال الإنسان نفسه فيتغير بتغير الزمان والمكان على مستوى اللحظة الزمنية او المسافة المكانية سواء بسواء. إذا، الإنسان أو الشخص في هذا العام ليس هو الإنسان أو الشخص ذاته في العام الماضي أو العام الذي يليه، والإنسان المقيم في بلد ماء ليس هو الإنسان نفسه إذا اقام في بلد آخر. وهنا تم التمثيل زمنيا بحقبة زمنية (عام)، وبالمكان (من بلد لآخر)،، لكن هذا التغير الزمني يحدث بالمثل في ازمنة اقل من ذلك (الثانية فأقل) وأماكن أو مسافات اقرب من ذلك ايضا (الميكروميتر فأقل). هذا التعقيد الزماني والمكاني يحيلنا إلى التعقيد البيولوجي للإنسان – وهي المسلّمة الثالثة هنا. بحيث تشير هذه المسلّمة إلى ان التعقيد البيولوجي للإنسان يفوق ويتخطى تخيّلنا (imagination) ، وقدراتنا الإدراكية (perception)، فمثلما قلنا أن تفرّد الإنسان أو الشخص نفسه يتغير بتغير الزمان والمكان سواء بسوء، فيمكننا الذهاب بعيدا لنقول بأن حتى على مستوى الخلية الواحدة التي تعرّف على انها الوحدة البنائية المكوّنة للأنسجة والأعضاء لجسم الإنسان هي أيضا متفردة لا تشبه خلية أخرى من نفس نسيجها أو العضو المتواجده فيه، كما أنها هي نفسها متغيرة بتغير الزمان والمكان (المحيط) المتواجدة فيه أيضا. هذا التعقيد البيولوجي للكائن الحي وعلى رأسهم هذا المخلوق العجيب – الإنسان – يفوق كما قلنا قدراتنا التخيلية والادراكية على السواء. كما أن علوم وابحاث الطب الحيوي إلى يومنا هذا لا تملك المعرفة و لا التقنية للإحاطة بكنه وجوهر هذا التعقيد. وبالعودة إلى الثلاثيات التي ذكرت أعلاه، ثلاثية: الجسد – الروح – العقل، وثلاثية: الجينوم – البيئة – السلوك والاختيار، كل هذه الأضلاع والمحاور يمكن القول هنا بأنها مسيّرة ومأمورة بأمر الله تعالى تبعا لسنن ومقادير وقوانين ربانية لا تخرج عنها قيد انملة،  باستثناء ضلع العقل/السلوك والاختيار فهو الضلع الوحيد المخيّر صاحب الإرادة الكاملة في القبول أو الرفض، أي انه المعطى الوحيد (الضلع الوحيد) في هذه الثلاثيات الذي منح خاصية الاختيار والإرادة لحكمة ارادها الله سبحانه وتعالى. وبالتدقيق في جميع هذه الأضلاع المختلفة المُسيّرة المُكوّنة للثلاثيات نجدها تتبع قوانين صارمة من الدقة والإبداع لا تنحرف عنها بتاتا. فمثلا لو نظرنا إلى الخلايا المختلفة في جسم الإنسان المكوّنة للأنسجة والأعضاء، نجد ان كل خلية تقوم بوظيفة مميزة تختلف عن وظائف أخرى تقوم بها خلايا من نوع آخر. وكل خلية أيضا لها عمر افتراضي يبدأ بميلادها ومن ثم دخولها إلى سوق العمل لتقوم بوظيفتها الفسيولوجية البيولوجية المناطة بها إلى ان تنتهي وتموت بآلية مُبرمجة (apoptosis)، لتُسلّم بعدها الوظيفة نفسها لخلية أخرى من نفس النوع ولدت في التو للقيام بوظائفها البيولوجية المكلّفة بها. هذا النوع من الوظائف المتنوعة لهذا النسيج المختلف المعقّد من الخلايا المتنوعة أيضا،، من يتحكم به؟ بمعنى آخر من علّم هذ الخلية الفريدة (عقلنة الخليّة!!)، بمعنى من عقلنها (cell mentalization) لمعرفة الوظيفة المناطة بها في الفترة الزمنية المقدّرة  لها في المكان المحدد لها؟ سؤال يجب التفكر واعمال النظر فيه، أليس كذلك؟، كما يجب علينا استصحاب أو التأكيد على أن هذا التنوع المعقد (biodiversity & complexity) في عدد الخلايا واشكالهاالنسيجية ووظائفها الفسيولوحية نشأت في الحقيقة من تلاقح او تزاوج خلية ذكرية واحدة (النطفة) مع خلية أنثوية واحدة أيضا (البويضة) لتستقرا في بيئة خاصة بهما (الرّحم) لمدة زمنية مقدرة بتسعة اشهر لينتج عنهما ذلك المولود الفريد - الإنسان - ذو الثلاثية الفريدة "الجسد- الروح – العقل"، (فتبارك الله أحسن الخالقين). هنا لن نتطرق إلى ماهية الروح التي تُنْفخ في الجنين أثناء مسيرة نموّه في الرحم لأننا لم نؤت علما لنحيط بها (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

فإذا تنحينا جانبا وتوجهنا بالنظر والبحث في  الأضلاع الأخرى – كضلع البيئة مثلا - واعملنا فيها النظر فسنصعق من الدقة والابداع أيضا. والبيئة (biosphere) هنا، والتي يشار إليها بمنطقة الحياة على الأرض (zone of life) تحوي أو تتكوّن من كل ما هو حي وميت، والميت منها يشمل الأرض والكواكب والشمس والقمر والرياح والجبال والتراب والمياه والبحار والمحيطات والسهول وغيرها، وتتنوع البيئات (ecosystems) بتنوع اماكن تواجدها على الارض فهناك البيئة الباردة والحارة أوالرطبة والجافة، والبيئة المرتفعة أو المنخفضة في الإرتفاع أو في الضغط الجوي وهكذا دواليك. كل هذا التنوع في ضلع البيئة غير الحية هو أيضا يخضع لنواميس وقوانين لا تخرج عنها أبدا. ومن أهم القوانين التي يجب ان تلفت انتباهنا هي قوانين الزمن وقوانين الحركة، وهنا يمكن أن نطلق عليها المسلّمة الرابعة. فالمسلّمة الرابعة تلفت انتباهنا إلى عامل الزمن وأهميته في التفاعل المعقد والمتناغم لكل هذه الأضلاع والمسارات المختلفة من المخلوقات الحية وغير الحية لإنتاج الصورة المبهرة للكون والحياة (فتبارك الله أحسن الخالقين).

 ثم يأتي السؤال المهم هنا أيضا، وهو ما علاقة أو ترابط هذه الكائنات الحية وغير الحية بعامل الزمن ، بمعنى كيف وبأي آليه ترتبط هذه الخلائق بمعطى الزمن (ظاهرة تعاقب الليل والنهار). وهذا موضوع آخر معقّد لا يمكن الإحاطة بكنهه وجوهره. فإذا امعنا النظر جليا، فسنلحظ أن هناك ارتباطا وثيقا مشاهدا وملموسا بين الكائنات الحية وعامل الزمن (ارتباط وثيق ملحوظ)، بينما الشق البيئي غير الحي يرتبط ارتباطا غير منظور أو ملاحظ مع معطى الزمن (تعاقب الليل والنهار). وللتدليل على هذه المسألة، فيمكننا ملاحظة تطور ونمو الإنسان خلال فترة الحمل والمقدّرة بتسعة أشهر، أو مرحلة الطفولة مثلا، فنجد الطفل ينمو ويتغير في شكله الظاهري وسلوكه وتصرفه اليومي في مدد زمنية قصيرة (ترابط وثيق)،، بينما لو اتجهنا وقسنا ترابط الحجر او الحديد المرمي في الطرقات والشوارع مع عامل الزمن فلن نلحظ تغييرا واضحا عليهما (ترابط رخو)، أي بمعنى عوامل التعرية وتغير شكل الحجر أو الحديد لن يكون ملحوظا ومشاهدا كالتغير الذي يطرأ على الكائن الحي. إذا تأثير الزمن يختلف باختلاف الكائنات والمخلوقات المتنوعة وكذلك بتنوع المواد غير الحية بما فيها البيئات المختلفة. فالزمن له علاقة وثيقة بالكائنات ذات الروح، وغالبا ما يطلق عليها بالساعة البيولوجية  (biological clock) ، أو (circadian rhythm ) وهذا موضوع عميق يصعب سبر غوره والاحاطه به أيضا. هذا التداخل والتفاعل والتناغم المعقّد البديع المتكامل بين الكائن الحي، وبيئته المحيطة به، في وعاء زمني ومكاني محددين يذهب بنا إلى إقرار المسلّمة الخامسة، والتي تشير إلى أن هذا التعقيد غير المُتصوّر والمُدْرك لبيولوجيا الكائن الحي مع التداخل والترابط المذهل مع البيئة (بشقيها الحي والميت) والتفاعل بينهما من خلال السلوك والاختيار الطوعي للإنسان (العقل). كل هذا التعقيد عالي الآداء (high complexity) والذي في نفس الوقت سهل الاستخدام والاستعمال (user-friendly)، اخفى عنا حقيقة مهمة وهي عدم تقديرنا أو لسان حالنا جاحد و غير مقدر لهذا التعقيد، وبناء عليه لم نقدر الله حق قدره (ماقدروا الله حق قدره)، مما نتج عنه تجرأ الإنسان على هذه الحقيقة الدامغة ليصل به إلى انكار كل هذا الإبداع والخلق ليذهب بعيدا ويكفر بالله ويجعل له شريكا وندا والعياذ بالله. ولذا تحدى الله الإنسان والآلهة التي يعبدونها بأن يخلقوا ذبابا فقط، وأقر الله – جل في علاه – بأنهم لن يستطيعوا ولو اجتمعوا له (لا إله الا انت سبحانك).

هذه المسلمات التي ينبغي لنا استصحابها وادراكها  اثناء سيرنا في دروب الفكر المعرفة في حقول علوم الحياة يجب أن تأزّنا أزّا نحو الإقرار بعظمة الخالق جل في علاه وإفراده بالوحدانية والعبادة. لأن الغاية من خلقنا واستخلافنا للأرض وعمارتها هو عبادة الله وحده لا شريك له (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون). 

أختم بملاحظة هامة جدا يجب الانتباه إليها وهي أنه على الرغم من الإنتاج العلمي الإبتكاري الضخم الذي انتجه الإنسان خلال مسيرته وتفكره واكتشافاته في دروب العلم والبحث والابتكار في القرون الثلاثة الأخيرة. هذا الإنتاج والتطور المعرفي الضخم - وبما أذن الله به ان يخرج للناس،  وما قدّره ان يخرج وما قدّره ان يظل طي الكتمان لا يتم الإشارة إلى فضل الله وكرمه، وأنه وحده صاحب الفضل أولا وآخرا. فعند قراءة الأوراق العلمية الرصينة التي تحوي دراسات وبحوث  مذهله في علوم الحياة والتي تنشر في أفضل المجلات العلمية المعتبرة كمجلات (cell, nature, science journals)، ذات معامل تأثير عالي (high impact factor) لا نجد هذه البحوث والدراسات تشير إلى عظمته وقدرته وعلمه وكرمه واحسانه. سبحان الله، لم نقدر الله حق قدره،، وصدق من قائل: (قتل الإنسان ما اكفره).

Comments (0)
Login or Join to comment.