- · 9 friends
-
ا
- · Advanced Member
من الذاكرة (3) - الصفحة الأخيرة
ابتسم الضابط قائلًا: "حسنأ، اريد ان اقدم لك هدية لن تنساها ما حييت....دكتور على الليبي انا أدعوك للصلاة داخل الكعبة، غدا بعد صلاة الفجر".... ماذا !... كنت مندهشا...تصلي داخل الكعبة، ردد بهدوء....أنا لم اكن اصدق، هذا فضل لا استحقه...شكرا سيدي.
لم انم تلك الليلة، وقبل صلاة الفجر كنت هناك بالمسجد الحرام وانظر الى الكعبة المشرفة واستحضر مابذاكرتي عن بناء الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، تاريخ سيدنا ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا اشرف الصلاة والتسليم وابنه الكريم سيدنا اسماعيل عليه الصلاة والسلام.....تاريخ حافل بالتقديس والتكريم وقمة الاستسلام والتضحيات..."فلما أسلما وتله للجبين، ناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا".....هكذا بهذا الاتصال المباشر تختفي الحواجز ،بين الخالق والمخلوق، تاريخ عميق مؤثر، ومدرسة باقية لتعليم البشر التضحيات والعطاء لعلهم يتعظون في هذه الدنيا الغرور الفانية....
أقيمت صلاة الفجر وبعد صلاة سنة الفجر، كنت ابحث عن ابي زينب وبعد ساعة تقريبا رأيت أبا زينب في مقدمة الحرس، وسط موكب مهيب، يلتفون حول رجل حسن الثياب جميل الهيئة يحمل مخدة خضراء صغيرة فوقها مفتاح كبير، وبدأت التكبيرات والتهليلات، ولم يمضِ وقت طويل حتى فتحت الكعبة، وبعد دقائق صافح ابو زينب يدي وادخلني الكعبة، كانت لحظة ذهول تاريخية...اقشعر جسدي وادمعت عيناي، لم ادري ماذا ينبغى ان افعل، اصلي، اسبح، استغفر، ام ينبغي ان افعل كل ذلك، لا ادري كم لدي من الوقت، أهي ساعة ام بعض الساعة..
بجانبي كان رجل قادم من القارة الهندية قال انه وصل لتوه من مطار جدة، قال بلغة انجليزية ركيكة، أنه يجمع المال منذ عشر سنين لياتي الى مكة لم يكن يخطر بباله انه سيدخل الكعبة المشرفة، ومن حسن قدره انه كان قريب من الباب عند فتحه، لم يدرِ ما يقول من شدة المفاجأة ثم اخذ يشهق بالبكاء، كانت ساعات فارقة في حياتي لن تنسى ما حييت..." ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" اخذت ارددها بعد كل صلاة ركعتين...
"لقد صدقت ابا زينب لحظات فارقة لن انساها"....قلت له مصافحا يده، سادعو لك ان يحفظك الله وأن يحفظ زينب واسرتك جميعا، قال لي مودعا والله تستاهل ايها الحبيب، احتضنته ومضيت إلى بيتي لأحكي الرواية التي لن تحذف من ذاكرتي....