·   ·  20 posts
  •  ·  8 friends
  • ا

    8 followers
  •  ·  Advanced Member

من الذاكرة (٦) - الجزء الثاني

كان شخصية رائعة، تمزج بين الجد والمزح…شخصية تحبها منذ اللحظات الأولى. بدأ يحدثنا عن استعداد المسلم لكافة الاحتمالات، الحرب والسلم ثم توقف عند شخصية ابن تيمية التي كتب عنها وابن القيم الجوزية، العابد، الزاهد والمجاهد في وقت واحد، ثم عرج على الصفحة المضيئة في الجهاد الليبي، تكلم عنه كأنه قاتل معهم في مرتفعات الجبل الأخضر، ثم توقف برهة وأخرج محفظة من جيبه ثم التفت إلي وسألني هل تعرف صاحب هذه الصورة، قلت نعم، من هذا الذي يتوسط الرجلين، قلت بصوت هادئ هذا الحاج خميس، سألني هل هو الذي بعثك هنا، نعم سيدي أجبته بهدوء…. سالني منذ متى تعرفه؟ قلت ربما خمس سنين…وفجأة دخلت إحدى بناته الصغار قبلت يده واحتضنته وأسرت إليه، ثم انصرفت، 

قال بنبرة صوتية قوية الأكل جاهز يا رجال، ثم دعانا إلى غرفة مجاورة حيث تنوعت أطباق الأكل ما عرفنا وما لم نعرف،

 وبعد أن طلب من أحد الشباب إقامة صلاة العصر، وأن يام الصلاة، واستمر الحديث الشيق بعد الصلاة، وفي متعة الجو الشاعري الجميل الذي أحاط المكان وأطباق الأكل الشهية التي أعدت بإتقان وغرائب الشراب والفاكهة،

بدأ يطرح كثير من التساؤلات

 عن الوضع الاقليمي، وتردي الوضع الاقتصادي في العالم العربي والإسلامي، 

تساءلت ما إمكانية قيام حرب لبنانية أهلية وإمكانية المسلمين على تحمل تبعاتها، قال بدون تردد نحن نعيش الحرب الآن بكل أبعادها إلا الجزء العسكري وهو قادم لا محالة، أما المسلمون وتحمل تبعاتها ليس هناك من مجال آخر غير المواجهة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ...."

وهي حملة صليبية جديدة في مرحلة ضعف المسلمين، ولكننا سنقاتل إلى آخر نفس بيننا وإن انتصرنا فهو من عند الله وإلا الشهادة وهي أسمى امانينا

قال وهو يرتشف آخر  ْما تبقى من قطرات الشاي الأخضر الممزوج بالزعفران "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" 

ثم أخذنا إلى الدور السفلي في الفيلا ،وفتح لنا بعض الأبواب المغلقة ليطلعنا على كميات الأسلحة المخزنة، ثم فتح لنا.

بهو هائلة ممتلئة بآلاف الكتب المرتبة بدقة بالغة ومجدولة وأخبرنا أن نختار مانشاء ،قال اختاروا ا ماشائتم وعانقنا بحرارة ثم اختفى، كان كريما وجيها وأحسبه تقيا ورعا،

وفي عام ٢٠٠٩ ميلادي وفي مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وبعد انتهى مرور الصباح، وفي ممر العناية الفائقة للأطفال الخدج، اقتربت مني سيدة بصحبة طفلة في الثالثة من العمر، قالت بصوت متقطع هادئ  د علي مرسال أنا () ابنة زهير الشاويش...

تلك الطفلة الصغيرة عند زيارتكم لبنان، التي كانت تخدمكم وتعد لكم الشاي، وهذه ابنتي () واريد من سعادتكم  استشارة طبية لو سمحت..... (يتبــع)

Comments (1)
    • سرد جميل ورائع نتشوق للقادم، 

      Login or Join to comment.