- · 9 friends
-
ا
- · Advanced Member
من الذاكرة (٧) الصفحة الاولى
قال المحقق عليكم أن تبوحوا بكل شيء ،ما الذي جاء بكم إلى هنا ولصالح من تعملون ،ليس لدي وقت طويل لأضيعه ، قدم ورقة وقلم لكل واحد منا ، ففوجئ بعد نصف ساعة ،أن الأوراق بها جملة واحدة، جينا لزيارة مدينة شحات الأثرية، اشتاط المحقق غضبا، فقرر التحقيق مع كل واحد على حدة، ثم فجأة غير رأيه وصاح بعصبية ، عليكم أن تخبروني بكل شيء وبسرعة (يااولاد ....)
تصبب المحقق عرقا، رغم برودة جو مدينة البيضاء القارس ، سكت برهة، لا بد من تقديمكم للمحاكمة لسكوتكم المريب الغريب، طرق المنضدة التي أمامه بكلتي يديه اللتين تتصببان عرقا، ثم التفت إلينا وتفوه بكلمات نابية، فقال أحد الشباب استغفر الله، سأل المحقق من هذا الذي استغفر؟!، فقال الجميع استغر الله، قال المحقق هذا تحدي غير مسبوق، قال مصطفى المهدي (رحمه الله) المعروف أيضا باسم مصطفى الفقي، أنت تضيع وقتك ووقتنا، قلنا لك نحن كنا في رحلة عيد الفطر المبارك وتقطعت بنا السبل ،فآوينا إلى هذا المسجد لصلاة المغرب وصلاة العشاء ،ليس ثمة ما نخفيه، أنت تحاول الاصطياد في الماء العكر، نحن أبناء أسر معروفة ،طلبة مدرسة شهداء يناير، الصف الثالث الثانوي،
هه صاح المحقق، بل أنتم (كلامات نابية)، قال الشباب الأربعة استغفر الله، صاح مصطفى المهدي، لو رددت هذه الكلمة سنوسعك ضربا، وربما سنقتلك، أو قد لا تعود إلى بيتك بأطرافك الأربعة في أحسن ظروفك ،جرب أن تقول هذه الكلمة، كان مصطفى يعني ما يقول، وكان الجد واضحاً في عينيه، فهو معروف لدينا أنه لا يردد الكلمة مرتين، رغم لطفه الشديد وسرعة غضبه لله، لكنه لا يعرف عنه بأنه غضب لنفسه قط، وكان أفصحنا بيانا، كان -رحمه الله- يجمع بين الابتسامة الهادئة والنظرة القوية الثاقبة، عندما يتكلم ينصت الجميع احتراما وتقديرا، تجمعني به علاقة قوية فردية وأسرية، كان والده شديد الثراء يعمل في تجارة الأقمشة ،كان شديد التدين لقب بالفقيه، لا يرى إلا والمصحف في يده، وكان رجل يستدين منه معظم أهل الحي، (مصرف الحي بدون فائدة).
، عندما كنا في المرحلة الابتدائية، كنا نذهب مصطفى المهدي وأنا إلى مدرسة الحميضة في منطقة البركة برفقة زميلنا الآخر إدريس الواحدي (أطال الله في عمره) وفي العودة وعند منتصف الطريق نعمل القرعة بصحبة من أعود أنا ،كانت تجمعنا صحبة وود متين.
استغرب المحقق من هذه الجرأة ،وبدأ على محياه الدهشة، وفي عينيه البنيتين شرارة الغضب، وازداد تصبب العرق من وجهه، طرق المنضدة الصغيرة ،تناثرت صفحات الورق الأبيض من على منضدته، وتقدم في اتجاه مصطفى المهدي، وعندما اقترب أخرج من جيب سترته مسدساً صغيراً!! وصوبه في وجه مصطفى، وقفنا جميعا واتجهنا إلى المحقق القصير القامة، العابس الوجه، ورغم أنه يحمل مسدسه الصغير بيده اليمنى، إلا أنه كان يرتعش بدنه، وبدأ في وجهه الذهول، والخوف ممزوج بالرعونة قلت بصوت هادئ واثق " اعلم يقينا إننا سنقطعك إربا إن لم تنهي هذه المسرحية الهزيلة!
وفي غمرة هذا الموقف الدرامي سمعنا صوتاً قادماً من أطراف المكتب الصغير "صائحا "، أبو معيصم ماذا تفعل؟... همس عوض الشيخي (أطال الله في عمره) همس في أذني أهذا " ابومعيصم " القاتل الشهير " القاتل المأجور الذي يقتل الطلبة على الهوية، قلت بصوت المرعوب " لا أدري "، وبسرعة الصوت أخفي المحقق " ابومعيصم " مسدسه الصغير، وانطلق مهرولا في اتجاه صاحب الصوت ،فيا ترى من صاحب هذا الصوت الذي أفزع أبو معيصم "؟
يتبع في الصفحة القادمة" ولكم تحياتي.
-
ما شاء الله تبارك الرحمن،، قصة مثيرة تستحق ان ينسج منها سيناريو لفيلم اكشن. كل عام وانتم بخير اخي الدكتور علي، وجزاكم الله خيرا،، في انتظار بقية الفيلم. ملاحظة: بداية المقالة أوحت لي بأنها جزء مكمل لمقالة سابقة. بحثت كثيرا عن أصل الحكاية فلم أجدها. وعندها أيقنت بأنها ذاكرة جديدة من ذكريات الدكتور علي الزاخرة بالاثارة. شكرا ع المشاركة،،، وفي انتظار المزيد. تحياتي..
-
- · ادريس فوناس
- ·