هل نعرف أنفسنا؟

أثناء دراسة الماجستير في سنة 2004، حضرت ورشة عمل في الإسكندرية ضمن مجموعة من الدورات التدريبية في تطوير الذات. كانت الورشة مختلطة بين الجنسين، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لشاب ليبي من الجنوب، خاصة أن ورش العمل تعتمد على التفاعل والنقاش والحركة.

بعد الترحيب، وزعوا علينا أوراقًا وطلبوا من كل مشارك أن يكتب ثلاثة من عيوبه، وأعطونا مهلة قصيرة للكتابة.

انتهت المهلة… والورقة أمامي ما تزال بيضاء. لم أستطع أن أكتب شيئًا.

فكرت طويلًا، تمنيت أن أستعين بشخص يعرفني  لعله يساعدني لأجد في نفسي عيبًا أكتبه. كنت أرى نفسي – آنذاك – وكأنني المعصوم من الخطأ، بلا عيوب.

لكن عندما بدأ الآخرون – أولئك الذين يعرفون أنفسهم – في الحديث عن عيوبهم، وطرق معالجتها، شعرت بنقصٍ كبير… واكتشفت أنني لا أعرف نفسي كما كنت أظن.

كيف أدّعي أنني أعرف من حولي من زوجة، وأبناء، وأخوة، وأنا لا أعرف نفسي؟!

في تلك اللحظة، أدركت أنني لم أحاسب نفسي بصدق، ولم أواجه عيوبي كما يجب.

ومع مرور الوقت، بدأت أتعرف على بعض عيوبي، وأحاول معالجتها. بعضها تخلصت منه، وبعضها ما زلت أعمل عليه حتى اليوم.

فهل تعرف عيوبك؟

هل فكرت يومًا أن تُعدّها وتحاول إصلاحها؟

شاركنا رأيك…

انتهى

💓 1
  • المزيد
التعليقات (3)
    • باهي اللي عطيتهم الورقة فاضية، لو كان العبد لله زمان راني قطعت الورقة ورميتها عليهم...طبعًا لوحصل الموقف اليوم ممكن نقول لهم عطوني ورقتين أو ثلاثة ...سبحان الله الانسان يتغير مع مرور الزمن، مش عارف هل الغربة أم الزمن أم كلاهما ؟

      شكرًا كرومة...فعلًا تدوينة هامة جدًا ونستحق التوقف عندها، أحسنت كالعادة.

      • 1
      • ربي يحفظك يا افتوحة انت الخير والبركة

        • 1
        • بارك الله فيك، فعلاً أولى الخطوات لإحداث تغيير إيجابي أن نتعرف على ذواتنا ونقترب من أنفسنا.