هل يحكم ترمب بعقلية رجل الأعمال ام بعقلية سياسية؟

"الدول الغنية التي نوفر لها الامن عليها ان تدفع مقابل ذلك، هم سيدفعون ولكن لا احد طلب منهم ذلك" هكذا استهلّ  دونالد ترمب خطاباته مكرراً أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية (2015–2016) ورئاسته (2017–2021) أن الولايات المتحدة تتحمل عبئًا كبيرًا في حماية دول مثل اليابان، كوريا الجنوبية، والسعودية، وطالب هذه الدول بدفع مقابل الحماية العسكرية الأميركية. 

هذا يقودنا الى ما وراء عقلية ترمب التجارية، التي لم تستطع الفصل بين السياسة والتجارة، محاولاً ايجاد مصادر للدخل من دول تستفيد من الحماية الأمريكية بشكل او بأخر. 

سياسيا يتم تقسيم دول العالم إلى مناطق نفوذ أمريكي روسي وصيني وغيره، كل دولة تحاول ان تنقل نفودها إلى حدود الدول التي تشكل منافس لها عسكرياً وسياسيا ، الوجود الأمريكي الأوربي في أوكرانيا اكبر دليل على فائدة النفوذ لتلك الدول، واذا لم تفعل ذلك ستنتقل الحروب إلى حدودها؛ وهذه لعبة صراع القوى في العالم. 

هذا يقودنا إلى ان ترمب رفع الجمارك على كندا والمكسيك كاجبار لها لتدفع ثمن الحماية لانها في جوار امريكا، واذا قال هذا صراحةً من المتوقع ان تقول له كندا ارحل فنحن لا نريد حماية من احد.

عقلية ترمب التجارية عقلية برغماتية تريد ان تجعل سعر لكل شيء حتى للعمل الانساني لانها لا تؤمن بالعطاء بدون مقابل، فهل تستطيع امريكا ان تستمر لتكون دكان العالم؟ وهل العالم سيقبل بهذا الدكان وسيذهبون ليتسوقون منه؟

الايام كفيلة لترينا عجائب هذا العقلية خلال الأربع سنوات القادمة.

انتهى