التعليق على 'لماذا نتغرّب؟'
التعليق على لماذا نتغرّب؟
  • بلا شك سؤال كبير،، يشغل مساحات كبيرة من ابحاث العلوم الاجتماعية والانسانية قديما وحديثا. الإجابة عليه ليست سهلة، بل صعبة ومتداخلة، وتختلف من شخص لآخر، لكن اعتقد أن تعريف "الوطن" يمكن اختزاله في الفضاء أو المكان الذي تحفظ فيه دينك، وتمارس فيه حريتك المسؤولة، وتملك المساحة الاجتماعية للمشاركة في نموه وازدهاره. ولقد لفت القرآن الكريم إلى هذه النقطة - أقصد نقطة الحفاظ على الدين - بجلاء في قوله تعالى {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} (النساء:97). الاستضعاف جالب لظلم النفس ومظنة له، ومصيره جهنم، فهو ليس حجة أمام الله يوم القيامة. الوطن الذي تستضعف فيه ليس وطنا،، الوطن هو الفضاء التضاريسي الذي تحفظ فيه دينك وأمانتك.

    والموضوع جدير بالنقاش والمداولة، شكرا افتوحه على طرح السؤال، وقبل الختام أشكر اخينا فوزي لذكره قول رواد الفضاء بأنهم من رحلاتهم الفضائية يرون الأرض كوطن للجميع،، وهذا معنى صحيح في السياق التضاريسي المطلق ـ الأرض للجميع- لكن للأسف سكان الأرض أفسدوها و قسموها إلى أوطان وجيتوهات، وخرجت علينا مصطلحات كثيرة منها الوطن، الاغتراب، الهجرة، الشتات، النزوح، بل تعداه إلى اشتكى الوطن الأم - الأرض _ من تصرفات هذا الساكن فيها أو المؤجر لها،، (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)،، والله المستعان، .

    • 💓 1
    • شكرًا بسوطة، مداخلة رائعة ونقاط هامة تستحق التأمل والتدبر. وهذا يطرح سؤال غير المطروح هنا، وهنا ماهو الوطن، وفي رأيي أنك عبرت عليه أفضل تعبير، ومداخلتك هذه تستحق أن تكون مقالة منفصلة متصلة ومتكاملة مع ماكتبه د. محمد المصراتي سابقًا على هذه المنصة ‍.

      ‍"ولازلت أبحث عن وطن" @محمد المصراتي