لماذا نتغرّب؟

لماذا يخرج الإنسان من وطنـه الأصلــي ويرضى بأن يدفع ضريبة الغــربة؟

ما الذي توفره له الغربة ولا يوفـــره له الوطــــن؟

الردود (7)
    • أعلم أن السؤال مركب وليس بسيطًا، وأنه يختلف من حالة إلى أخرى. وما أقصده هنا هو استطلاع آراء الرواد الكرام حول تجاربهم وآرائهم الشخصية حول ما يعتقدون أنها "متطلبات غير مرنة"، إن غابت عن الوطن وتوافرت خارجه، فإن الخروج من الوطن ودفع ثمن الغربة أمر يستحق ذلك. هذه المتطلبات على سبيل المثال قد تكون ملموسة "الدراسة" و"العناية الصحية"، وقد تكون ضمنية يصعب قياسها مثل "الكرامة" "الحرية الشخصية" "الحفاظ على الدين"...وغيرها. كما أن الأمر قد يحتوي على عدة من هذه المتطلبات، أو قد يكون الخروج من الوطن هروبا من "أضرار" قد تكون محدقة.

      الخلاصة أن "معادلة الغربة" يجب ألا تكون صفرية، وإلا فإن الاغتراب قد لايكون مبررًا.

      • 1
      • نقطة ممتازة @فوزي الزين ، ولربما تخفف التكنولوجيا من حدة الغربة وتكون "غير صعبة"، ولكن هل سيأتي يوم ولايحتاج الإنسان لأن يغادر الارض التي ولد عليها وترعرع عليها بناءً على ماتوفره له التكنولوجيا؟

        شخصيًا أعتقد أن الخروج من الوطن وخوض المجهول لن يختفي وهو طبيعة الجماعات البشرية مهما تقدمت التقنية ووسائل الاتصالات، والله أعلم.

        • ربما تتطور وسائل المواصلات تصبح سريعة جدا وتختفي الحدود ويختفي الوطن وتصبح الغربة بالسفر للعيش كوكب غير الارض.

          علي فكرة

          رواد الفضاء يقولون عندما نكون في الفضاء نشعر بان الارض كلها وطننا

          • 💓 2
          • ملاحظة رواد الفضاء ممتازة!

            وهذا يطرح سؤال آخر، لما يرتبط الإنسان بقطعة معينة من ذلك الكوكب (الأرض) ويطلق عليه "وطن"؟ هل لأنه ولد عليه؟ أو لأنه عاش فيه أول حقبة من عمره وبه ذكريات الطفولة؟ أم لأن جميع قاطنيه يشبهونه ويشاركونه العادات والتصرفات؟ أم لأنه عاش فيه أطول فترة من حياته؟ ....

            ماتعريف الوطن؟

          • بلا شك سؤال كبير،، يشغل مساحات كبيرة من ابحاث العلوم الاجتماعية والانسانية قديما وحديثا. الإجابة عليه ليست سهلة، بل صعبة ومتداخلة، وتختلف من شخص لآخر، لكن اعتقد أن تعريف "الوطن" يمكن اختزاله في الفضاء أو المكان الذي تحفظ فيه دينك، وتمارس فيه حريتك المسؤولة، وتملك المساحة الاجتماعية للمشاركة في نموه وازدهاره. ولقد لفت القرآن الكريم إلى هذه النقطة - أقصد نقطة الحفاظ على الدين - بجلاء في قوله تعالى {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} (النساء:97). الاستضعاف جالب لظلم النفس ومظنة له، ومصيره جهنم، فهو ليس حجة أمام الله يوم القيامة. الوطن الذي تستضعف فيه ليس وطنا،، الوطن هو الفضاء التضاريسي الذي تحفظ فيه دينك وأمانتك.

            والموضوع جدير بالنقاش والمداولة، شكرا افتوحه على طرح السؤال، وقبل الختام أشكر اخينا فوزي لذكره قول رواد الفضاء بأنهم من رحلاتهم الفضائية يرون الأرض كوطن للجميع،، وهذا معنى صحيح في السياق التضاريسي المطلق ـ الأرض للجميع- لكن للأسف سكان الأرض أفسدوها و قسموها إلى أوطان وجيتوهات، وخرجت علينا مصطلحات كثيرة منها الوطن، الاغتراب، الهجرة، الشتات، النزوح، بل تعداه إلى اشتكى الوطن الأم - الأرض _ من تصرفات هذا الساكن فيها أو المؤجر لها،، (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)،، والله المستعان، .

            • 💓 1
            • شكرًا بسوطة، مداخلة رائعة ونقاط هامة تستحق التأمل والتدبر. وهذا يطرح سؤال غير المطروح هنا، وهنا ماهو الوطن، وفي رأيي أنك عبرت عليه أفضل تعبير، ومداخلتك هذه تستحق أن تكون مقالة منفصلة متصلة ومتكاملة مع ماكتبه د. محمد المصراتي سابقًا على هذه المنصة ‍.

              ‍"ولازلت أبحث عن وطن" @محمد المصراتي