شاب في السبعين!
الأستاذ عمران محمد علي عبد الرحمن باوة، ابن مدينة مرزق، من مواليد 1 يونيو 1955، نال في 18 مايو 2025 شهادة الماجستير من الأكاديمية الليبية للدراسات العليا – بنغازي، عن رسالته الموسومة: “معوقات التنمية الزراعية المستدامةفي إقليم فزان – دراسة حالة مشروع تساوة”.
رجلٌ أفنى سنواته في خدمة الوطن حتى تقاعده في عام 2020، لكنه لم يتقاعد عن حب المعرفة. هكذا اختصرت الخبر، انا لا اعرفه ولم التقيه يوماً، ولكن نجاحه يعني الكثير لمن يتأمل دورة حياة الانسان التقليدي.
قد يبدو الخبر عاديًا للبعض، أو مستغربًا للبعض الآخر… لكنه في حقيقته صفعة هادئة للمفاهيم السائدة التي تربط التعليم بالوظيفة، وتدفع الشباب لاختيار التخصصات وفقاً لحاجات السوق، لا شغف الفكر ولا طلب العلم.
الأستاذ باوة أعاد تعريف المعنى الحقيقي لطلب العلم، حين سعى إليه من أجل المعرفة، لا من أجل الوظيفة، متمثلاً في قول المصطفى ﷺ: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”، وسُنّة السلف الذين طلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
ما فعله هذا الرجل رسالة لكل جيل: أن العمر ليس عائقًا أمام الطموح، وأن العلم لا يتوقف عند التقاعد، بل يبدأ حين تؤمن أنه مفتاح الرقي والتحرر من الجهل.
ألف مبارك للأستاذ باوة… انت مثالًا يُحتذى في المثابرة، وصدق القناعة، وشباب الروح.
وكما قال الشاعر:
وما نيلُ المطالبِ بالتمنّي
ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا
انتهى