ما اشبه اليوم بالبارحة!!!
في سورة الكهف، يقول الله تعالى في الآية 34:
﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾
رجل يملك مزرعة مليئة بالثمار الوفيرة، وأثناء الحديث مع صاحبه، لم يُسأل عن ماله أو مكانته، لكنه بادر قائلاً: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾.
وكأن التاريخ يعيد نفسه!
في الماضي، كان الصاحب جاراً… واليوم الصاحب “صديق” أو “متابع” على وسائل التواصل الاجتماعي.
تستيقظ صباحاً، فتجد أحدهم يصوّر أثاثه الجديد، وآخر يعرض سيارته الفارهة، وهذه تطهو طبقاً لا لأكله، بل لتصويره، وآخر ينشر إنجازاته وبطولاته!
من سألهم؟ لا أحد.
ولكن الإجابة دائماً حاضرة بلا سؤال: ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾.
وفي المقابل، يقول الله لنبيه الكريم في الآية 131 من سورة طه:
﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا…﴾
كأن الله يقول لنا: دعوا أعينكم حيث أنتم، واشكروا نعمكم، ولا تنظروا إلى ما في أيدي غيركم؛ فإن النظر إلى ما عند الناس يُقلّل من قيمة ما بين أيديكم، ويُضعف شكركم.
إلى من يصوّر النعم نقول:
لا يهمنا – We don’t care.
وإلى من ينشغل بمراقبة نعم غيره نقول:
احمدوا الله على ما عندكم، واسألوه من فضله، فإن خير ما يُعطى هو القناعة والشكر.
والحمد لله رب العالمين.
انتهى
-
- · فتحي إدريس
- ·
أحسنت النشر ياكرومة...للأسف حب التفاخر طبيعة بشرية قديمة وهي المهيمنة مالم يكبحها وازع أقوى ديني أو أخلاقي.
-
- · Milad El-Segaier
- ·
ولما تقول له لماذا تفعل ذلك وهذا سلوك غير مستحب … يجيك الرد والفهم الخاطيء "وأما بنعمة ربك فحدث"!!
الله المستعان