مشهد من العيد!!!

كان الأهل في السابق يجتهدون في إدخال البهجة على قلوب الأطفال وكبار السن في أيام العيد. المسدسات للصبية، والدمى للبنات، وهذا نوع من التربية على التمييز بين الجنسين منذ الصغر. وفي صباح العيد، بعد الصلاة، يتوجّه الناس إلى بيوت الأكبر سنًا في العائلة، لزيارتهم وتقديم التهنئة، وإشعارهم بأنهم ما زالوا محط اهتمام ومكانة بين أهلهم وأبناء حيّهم أو قريتهم. وهذا وحده كان كفيلًا أن يُدخل البهجة إلى صدورهم.

النساء تضع الحناء، والرجال يلبسون الزبون أو ما تيسّر من الجديد. اللقاءات العائلية، وعودة من اغترب إلى جذوره، الضحك، المزاح، التعارف، والتقارب بين أبناء العمومة… كلّها كانت علامات على عيدٍ ينبض بالحياة.

أما اليوم، فقد اختلط الحابل بالنابل. أصبح التركيز على ما سيتم تصويره، وما يطلبه المشاهدون على المنصات. الحركات محسوبة، والأنفاس معدودة. أصبحت  الناس“تَدْشع”، وتردّد الناس في تقديم ما حضر. الزيارات دخلت حسابات دقيقة مبنية على المادة والمنفعة.

وأصبح البعض “تَكْبر بطنه” على “نتفات لحم”، بعد أن كان لحم الأضحية يُقسَّم بين صدقة، وهدية، وأكل أهل البيت. لان ”سيادة الخروف” ارتفع ثمنه، فاصبحت الحجة ظاهرة بأن المواطن أولى بلحمه في ظل هذه الظروف، في حين أن الأصل غير هذا شرعاً.

فهل الظروف تجعل الناس تتخلى عن مبادئها، عن أخلاقها، وعن قيمها؟

أم أن التكافل الاجتماعي الذي كنا نتغنّى به، ليس إلا حالة ظرفية، و”كذبة جميلة” عشناها في أوقات معينة، ثم تلاشت؟

وهل فعلاً “كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” أصبحت القاعدة الوحيدة في العيد… وفي غير العيد؟

انتهى

التعليقات (2)
    • الاحتفال بالأعياد يتغير مع الزمن حسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي

      • 2
      • فعلاً صدقت