- · 9 friends
-
ا
- · Advanced Member
من الذاكرة ٧ الصفحة الاخيرة
مرت دقائق كنا نسمع همسا ،ثم لاح في الافق شاب اسمر الوجه بحمرة، وسيم الملامح عليه ابتسامة، هادىء الطبع، مربوع الطول مقرون الحاجبين مستدير الوجه ، اقترب مني ثم همس في اذني ،" لا عليكم من هذا المعتوه لن يقترب منكم بعد الان انتم في ضيافتي" قلت ولكن من انت ؟! ، تجاهل تساؤلي كانه لم يسمعني واستمر يتحدث للجميع بصوت الواثق" اعددت لكم طعام العشاء "، ارجو ان تقبلوا ضيافتي ، عندي في البيت ،ولم ينتظر الاجابة ،البيت قريب من هنا ،باشارة من مصطفى المهدي احسست بالتفويض ان اتكلم باسم الجميع ،قلت ولكن عرفنا بنفسك ،نحن لانعرف من انت ؟!، قال بصوت هادى انا وابو معيصم من قبيلة البراعصة ، سنتكلم اكثر عندما نصل البيت ،اعجبني جوابه وفطنته ،وشدني اكثر ملامح التقوى على وجهه ،اقتربت من مصطفى وهمسة في اذنه " هذا شاب صادق " لم يرد مصطفى المهدي كان يثق في حدسي ، وعند خروجنا من ذالك المكتب الضييق المرعب الكئيب ، قال الشاب الاسمر الوسيم مخاطبا ابا معيصم يمكنك ان ترافقنا للعشاء فانت مدعوا ايضا ،لم يرد ابومعيصم ولكنه تبسم بخبث وعاد لمكتبه الباءيس،
كان البيت بالفعل قريبا ، بعد اقل من خمس دقايق كنا امام بيت ذالك الشاب الوسيم، وكان كل من في البيت مرحبا بدفء الكلمات والمصافحة ،قابلنا والد الشاب واخويه الاكبر سنا ، ثم بعد دقائق احضر العشاء ، وكان عشاء فاخرا ، قال مصطفى المهدي الا اخبرتنا عن اسمك ،قال الشاب الاسمر ،انا جمعة ، جمعة افحيمة وهولاء اخويا موسى وعبد الله ،كان جمعة شخصية رائعة، كانت له مواقف فيها رجولة ، فيه بساطة مع ذكاء و هيبة ،ترافقنا في محطات كثيرة ، كنا مع بعض في غرب كندا عندما حضر شهادة الماجستير في جامعة ALBERTA ثم كان رفيقا في رحلات حج وعمرة ، سماه بعض اصدقاءنأ بالمبارك لانه ما دخل في شان الا باركه الله لنا واختلف معه البعض فى امور جزءية لا ادري تفاصيلها ,حضر شهادة الدكتوراة في احدى الجامعات البريطانية ،كانت مواقفه داءيما شجاعة باسلة ، ثم تشاء الاقدار ان تنهي مسيرةالدكتور جمعة افحيمة اثر حادث اليم وهو في قمة عطاءيه ؛ اسال الله سبحانه ان يتغمده بوافر رحمته سبحانه وتعالى ويدخله فسيح جناته انه نعم المولى ونعم المجيب.