من الذاكرة ٨ " المدرسة "
قام والدي ( رحمه الله)في الصباح البا كر يسأل عني.
لم انم البارحة يا ابي قلت مبتهجا .
كان يوم تسجيلي في مدرسة الحميظة الابتدائية ، على دراجته صحبته الى المدرسة وكان ذهني الصغير ممتليء بالتوقعات.
كيف ياتري سيكون شكل المدرسة و كيف ستختلف عن الكتاب وعن الشيخ محمود ومساعديه، و عن الفلقه المعلقة بالحائط التي طالما ارعبنا بها الفقيه محمود ومساعديه، اهي كما قال والدي هناك اوراق واقلام وادراج، ونتعلم بها الكتابه والقراءةوالحساب مع حفظ القرن الكريم، وهل ياترى سنردد كما كنا نفعل مع الشيخ محمود بالصوت المرتفع ،
أخبرني والدي البارحة اني يمكن ان اصبح طبيبا اعالج المرضى او مهندسا ابني البيوت والعمارات، او يمكن ان ادخل كلية القانون واتخرج قاضيا افصل في خلافات الناس او لربما صرت محاميا ادافع عن حقوق البشر،
وبينما انا غارق فى التوقعات اذا بي امام باب ضخم لمبنى كبير، قال والدي بصوته الهادي، ها انت ستسجل في المدرسة وستبدأ مستقبل حياتك، لاتخيب ظني بك. هل ترى الثلاث رجال جالسين هولاء هم من سيقرر ان تبدأ الدراسة بهذه المدرسة ام لا، اذا سالوك ، عليك ان تجاوب بحكمة، الرجل علي اليمين، الاستاذ محمد صالح الشويهدي، هو مدير المدرسة، الرجل في الوسط اخيه محمد الصالحين نائب المدير ، حكيت لهم البارحة عنك، علي لاتخيب ظني بك ارجوك ، قلت بصوت هاديء ، حسنا ياابي.
وتقدمت بخطي ثابتة بصحبة والدى. قال والدى هذا ابني الاكبر علي؛ وهو متحمس لبدأ الدراسة.
سالني الرجل البدين ( محمد الصالحين): كم تحفظ من القران الكريم يا علي؟ ..أحفظ "جزء عم" يا سيدي... اكمل ويل للمطفين ، حين اكملتها، قال احسنت علي؛ نظرت الى والدي فتبسم، [ ] اسعدتني ابتسامته...
ثم سالني ان اكمل عم يتسالون فقراتها كاملة دون توقف ودون اخطاء ؛ سر الاستاذ محمد الصالحين( رحمه الله ) وقال للرجل الثالث على شماله سجله يامبروك، ثم همس في اذن والدي؛ لا ادري ماذا قال له....
وعندما بدات الدراسة وجدت انني في فصل اولى اول بجانب الطالب المهذب(المثالى)الطالب الذي فاز بهذا اللقب لمدة الاربع السنوات القادمة في مدرسة الحميظة الابتدائية وبدون منازع؛ فياترى من هو هذا الطالب المثالي !
