- · 9 friends
-
ا
- · Advanced Member
من الذاكرة ٨ المدرسة الصفحة الاخيرة
كان وجه ابي مبللا بالدموع ، لم اجرؤ على سؤاله ، استدرك أبي قائلا ؛هذه القصاصة القديمة هي وصفة علاج كتبها الدكتور عثمان الكا ديكي لك انت علي عندما كان عمرك خمس سنوات ، كان الدكتور الكاديكي صديقي في مرحلة الطفولة والشباب؛ كنا كفرسي رهان في فصل واحد في المدرسة ، كان طالبا مثاليا ،وكنا نتناوب على النجاح في المركز الاول والثاني على الفصل حتى الصف الرابع الابتدائي ؛ وعلمت فيما بعد ان والده بالتبني قد ارسله للدراسة في مصر ، ثم عاد بعد عدة سنوات أخصائي اطفال . وعندما مرضت انت مرض شديد في السنة الخامسة من عمرك ، كان هو من تولى علاجك وكتب لك هذه الوصفة الدوائية الناجحة لتشفي انت من المرض في يومين بمشية الله سبحانه؛ ورفض الدكتور عثمان الكاديكي ان يتقاضي اجرا ، كان طبيب اطفال رائعًا بكل المقاييس وربما يندر وجوده في بلادنا ، احتفظت بالقصاصة لاستخرجها يوما ما لعلك تسير على دربها وان تحقق انت مالم استطيع ان احققه انا، لم يستطع والدي اخفاء تأثره ولا أنا، قلت حسنا يا ابي لن اسافر للخارج ، سادرس الطب يا ابي ، ابتسم والدي وسحب القصاصة من يدي.
في سنة 1979 تخرجت من كلية الطب بجامعة بنغازي، ودخلت على والدي مبتهجا ؛ اذا قبلت معيدا بكلية الطب ماذا تقترح ان اتخصص يا ابي ؛ لم يرد ؛ ذهب والدي الى غرفت نومه ثم جاءني بنفس قصاصة الورق القديمة ، سحبت الورقة وقراتها "دبلوم طب اطفال" الدكتور عثمان الكاديكي ؛ حسنا يا ابي ادعو الله لي ان اقبل معيد بالجامعة وادرس طب الاطفال بالخارج.
في عام 1986 زارني ابي في غرب كندا في مقاطعة ساسكتشوان في رجينا ، ودخل ابي الى عيادتي الصغيرة وهو ينظر باعجاب الى مجموعة الشهادات المعلقة على الحائط (وانا اشرح ظروف وطبيعة كل شهادة) كان والدي يستمع باهتمام وإعجاب وسجل بعض الملاحظات ؛ ثم جلسنا حينما اعدت لنا احدى موظفات العيادة الشاى ، ثم اخرج من جيبه قصاصة الورق القديمة وسجد لله شاكرا ؛ واعطاني قصاصة الورق وقال الان حققت حلمي ياعلي ولك ان تحتفظ بقصاصة الورق هذه.
في عام 2008 استدعاني الاستاذ الدكتور نوري شمبش(حفظه الله) لاشارك في مؤتمر الاطفال فى بنغازي بورقتين وعند إنهائي الورقة الاولى كان من بين الحاضرين ( المفاجأة )الاستاذ الدكتور عثمان الكاديكي (ورغم تخصصه في الباطنة كلى ) وبعد انتهاء فترة التعليق و الأسئلة تقدمت اليه وشددت على يده و قلت بصوت هادىء اسمح لي سعادة الاستاذ الدكتور ان اقبل راسك (كانت مفاجاة ولم يعلق ) قال لى بفخر وهو يبتسم كانت ورقتك قيمة وعرضتها بالقاء رائع، اخبرته باسم والدي قال الدكتور عثمان كان يوسف صديقي العزيز وانا اذكره جيدا ولعبنا كرة قدم كثيرا كنا نتنافس في اشياء كثيرة ، كيف اخباره الان واذكر كان ياتي بك الى عيادتي عند مرضك، سعادة الاستاذ الدكتور اريدك ان ترى قصاصة ورق قديمة ؛ واخرجت القصاصة من جيبي وسلمتها للدكتور الكاديكي ليطلع على فحواها وكانت المفاجأة واضحة على وجه الدكتور الكاديكي ورويت له جزاء من سر هذه القصاصة، قال هذه اعجب وامتع قصة سمعتها في حياتي؛ قلت له بفضل الله ورحمته اولا ثم قصاصتك هذه فتحت لى ابواب العلم والمعرفة وطريق النجاح.
ودعته وعلى وجهه ابتسامه عريضة جميلة ؛كانت بلا أدنى شك من امتع لحظات العمر مقابلتي للاستاذ الدكتور عثمان الكاديكي الذي اشرف على علاجي وانا في الخامسة من العمر واهدى الي اجمل واشرف وصفه علاج وطريق النجاح استلمتها في حياتي ، وتحية له ولامثاله الذين يعملون في الظل و بصمت.
-
- · فتحي إدريس
- ·
-
- · ادريس فوناس
- ·
الله يغفر له ويرحمه بارك الله فيك على هذه القصة الممتعة
اخى على ان لم اكن مخطي انا اعرفك انتم جيراننا في السبالة هل هذا صحيح ؟
-
نعم اخي الكريم لي تاريح حافل منطقة السبالة ؛ لعلك تتذكر علي الجبالي زحمه الله وعاءيلة بن دردف ، ولكم تحياتي ايها الحبيب
-
- · نعيمة بسيكري
- ·
-
- · الصديق الكسكاس
- ·
بارك الله فيك دكتور علي وجزاك الله كل خير على هذا الكرم والدروس العظيمة في هذه القصة، الله يرحم والديك واحسن الله إليك الله يمدك بالصحة وطول العمر