هل ستصبح ليبيا دولة؟

جديد

دعونا نكون أكثر صدقًا وصراحة وشجاعة.

كنت أعتقد سابقًا أن ما ينقص ليبيا هو رجل أمين، حريص، يخاف الله في هذا الشعب، ليضع حجر الأساس لبناء وطن يحلم به الجميع.

لكن للأسف، تبيّن لي مؤخرًا أن فساد ليبيا لا يكمن فقط في حكّامها المتعاقبين، ولا في تأخّرها العمراني الذي يفصلها سنوات ضوئية عن دول تملك نفس مستوى الدخل من دول العالم الثالث، بل المشكلة الحقيقية في عقول الليبيين أنفسهم؛ في طريقة تفكيرهم وتعاطيهم مع المستجدات في الوطن، وفي رؤيتهم لما يجب أن يكون عليه الوطن، وكيف يمكن أن يتحقق ذلك.

بناءً على ما رأيناه منذ عام 1977 وحتى اليوم، لا أعتقد أن حال ليبيا سيتغير قريبًا…

مالم يتم التركيز على بناء الإنسان أولًا.

علينا أن نعيد بناء الفكر، والتعليم، والوعي.

يجب أن نُعلّم المواطن الفرق بين الوطن والحكومة، وبين البلاد والقبيلة والمنطقة، وأن نفهم كيف يؤثر هذا على ذاك.

عندما تُستباح الأموال العامة، تكون النتيجة تعليمًا سيئًا وخدمات صحية متدهورة.

عندما لا تُدفع الضرائب، لن تستطيع المواصلات إصلاح الطرق التي تسير عليها.

عندما تُسرق الكهرباء، لا تتوقع أن تتحسن خدماتها.

عندما تُستغل الوظائف والمناصب لأسباب قبلية أو جهوية أو عائلية، فلا تتوقع أن تُنجز معاملاتك بسلاسة.

وكما يقول علماء الرياضيات:

“إذا كان… فإن!” (If… then)

هذه الفرضيات تحتاج وقتًا وجهدًا ممنهجًا؛ تبدأ من المدرسة، وتمتد إلى المسجد، وتشمل الإعلام أيضًا، حتى نرتقي بمستوى الوعي الجمعي… وندرك أن الموارد التي أنعم الله بها علينا هي حق لكل الليبيين، وأنه ببناء الوطن سنرتقي جميعًا.

وحينها فقط… ستعود هذه الموارد بالنفع على الجميع، وسنرى تحسّنًا حقيقيًا في الخدمات، وسنخطو خطوات حقيقية نحو النهضة، والاستقرار، والتطور. إذا لم نبدأ لا نتوقع ان تحدث معجزة، زمن العجزات ولى، للأسف إن ما يحدث في الصومال وجنوب السودان واليمن والعراق وغيرها، خير مثال على ان عدم البدء في الإصلاح والتأخر فيه يزيد من امد الأزمة وتفاقمها. 

وغير ذلك؟ غير ذلك…

انتهى

💓 1
التعليقات (10)
    • ‏الله يفتح عليك يا كرومة هذا هو بيت القصيد. للأسف إن لم يتم الاهتمام ببناء جيل ما بعد التيه، فلن تقوم لها قائمة في القريب المنظور .الله المستعان.

      • 1
      • ياليت قومي يعلمون

      • هذا ماكتبه احد الأصدقاء على من في الشارع والمسؤولية اليوم:

        ما طفح من ندوب متفجرة على وجه ليالي العاصمة، هي ذرات من رماد الماضي، جيلٍ ملوّث في هيئة ثوار منزوعي دسم القيم، أبناءُ نزوةٍ عابرة من فوضى وخطيئة، رضعوا الزقوم ونشؤوا فوق أنقاض وطن محترق يكبرون. تغذّوا من حرام، فارتقى نفاقهم على الإيمان، وارتفع سهم كذبهم على الصدق .

        فقدوا البوصلة الدينية والأخلاقية، فانحرفوا عن المسار، لا ضمير يردع، ولا وازع ديني ينهى. صاروا يتباهَون بالمال القذر كأنه وسام فخر، خلطوا الخديعة بالحكمة فظنّوها دهاءً وفطنة أو هكذا شُبه لهم.

        جيلٌ مشوَّه الخطى، منزوع القيم، لا شرف فيه ولا نخوة له، لم يبق من الإنسان فيهم إلا بقيه صورة باهتة لإنسانًا كان هنا. ليسوا أبناءً شرعيين ولا ينتسبوا لهذا الوطن الذي نعرف، بل امتدادٌ لخطيئةٍ تُرتكب بحقه كل يوم منذ عقود. يبدو أننا سنحتاج لأعوام عديدة، لنستعيد ما تبقّى من إنسانيتنا التي سُحقت.

        جيلٌ كهذا لا يُصلح لأن يُذكر، بل يُنسى ويُردم مع رماد الخراب الذي خرج منه، لعلّ النسيان يحرث ذاكرتنا، فتكون بدايةً لطريقٍ جديد متعاف، نسأل الله أن لا يكون كسابقه.

        بشير قطنش

        • 1
        • فعلاً واقع مرير والحل في العمل في الانسان، والله المستعان ، حياك الله دكتور

          • 1
        • تركة "قذافية" ثقيلة لحقبة طويلة من تمجيد الرمز ولم يبنَ فيها الإنسان. مثل القنبلة الذرية تنفجر مرة واحدة ولكن أثرها يمتد لسنين.

          • السؤال: هل ستصبح ليبيا دولة؟

            الاجابة: لا

            • 😥 1
            • الإجابة تعتمد على نوع "الدولة"…هناك عدة تجمعات بشرية في العالم تسمي نفسها دول؛ مانبوش ليبيا تكون مثلهن…

              • لتصبح دولة محتاجة البناء. اي بناء محتاج قواعد أساسية ومتينة حتى يبداء ويستمر. من هم في سدة الحكم واهل القرار والشعب غير مؤهلين لإدارة المرحلة وغير مهتمين بذلك!

                لذا في المنظور القريب وبما هو متاح الان الاجابة على السؤال المطروح هي: لا لن تصبح دولة

                نظرة تشائم ولكن علينا ان نكون واقعيين!

                • 1
              • انا اختلف قليلا مع الاخوان, انا احس ان ليبيا ستصبح دوله ان شاء الله, قد لا يكون في القريب ولكنها يوما ما ستصبح دوله, لان هؤلاء الاوغاد لن نستمر طويلا ,ولا ننسى في الثورات التاريخيه ,الثوره الفرنسيه التي تسمى بام الثورات مرت خمس جمهوريات وحتى ننسب في الثوره الفرنسيه لابد من ذكر ان الثوار الذين حاكموا اصحاب الامر في بدايه الثوره هم انفسهم حوكموا ممن تولوا بعدهم حوكموا، ثم الذين بعدهم حوكموا، الا اذا قلنا ان فرنسا الان ليست دوله. ودوام الحال من المحال كما يقولون وعوده على بدء لو نظرنا الى اصحاب الكهف الذين ناموا في الكهف ثلاثه عقود و لما قاموا وراوا ان الدوله قد تغيرت بالكامل،الي دوله مسلمة ، وكما اشار الله سبحانه وتعالى في سوره الكهف الى بناء المساجد

                تحياتي للدكتور عبد الكريم ومزيد من العطا 

                • 2
                • نظرة تفاؤلية، حياك الله دكتور