هل صار الاستقرار في المهجر واقعاً يفرض نفسه على الكثير منا؟

جديد

لربما كان قرار الخروج من الوطن الأم لكثير منا سهلًا وله مبرراته، سواءً كان طوعيًا أو كرها، وكان العزم موجودًا لدي الكثيرين على العودة للوطن الأم بعد تحقيق أهداف الاغتراب “المؤقت”، إلا أنه ومع مرور الوقت يصبح قرار العودة والاستقرار في الوطن الأم أكثر صعوبة وتعقيدًا. 

فغريزة العودة للوطن حيث عش الذكريات ومهد الصبا والطفولة والأهل والأحباب تضل قوية ومهيمنة على المغتربين لفترة طويلة وبدرجة مؤثرة على عدة قرارات مصيرية وحاسمة تتخلل الحياة في الغربة. 

ولكن مع تعقيدات الحياة في المهجر وامتداد الأسرة وكبر الأبناء تدريجيًا ومع تعقد الوضع وتذبذبه في الوطن الأم ليبيا من عدة نواحي، يصبح قرار العودة والاستقرار في ليبيا أشبه بمخاطرة لايستطيع البعض أن يخوضها ويقدم عليها خوفًا من نتائج سلبية محتملة.  

وعليه فقد يجد المرء نفسه قد عاش حقبة من الزمن يحمل أمتعته في صرة على كتفه متعلقًا بآمال عاطفية بالعودة إلى أرض الوطن غدًا أو بعد غد، فلا يضع أي رواسي قوية في بلد المهجر تجعله يستقر فيها على أنه وطن ثانٍ ليبني على أساسه قرارت مصيرية تتعلق بمستقبله ومستقبل أبنائه، ليفاجأ في لحظة ما بأنه أضاع فرص تكوين حياة أكثر استقرارًا في وطن المهجر نتيجة لقرارات تسودها العاطفة وهواجس غير عملية أو واقعية بالعودة للوطن. 

بالطبع هذه المقاربة لاتنطبق على الجميع فهناك الكثيرين ممن تمكنوا من العودة والاستقرار في الوطن وتحملوا نتائج ذلك إيجابية كانت أم سلبية، وهناك من غادر الوطن، وهو يعلم أنه مهاجر بهدف الاستقرار في غيره، ولم يخض هذه التجربة العاطفية. 

والسؤال هنا هو: ماهي واقعية العودة والاستقرار في الوطن لك اليوم؟ وماهو الوضع الأمثل الذي نتخذ بناءً على أساسه قراراتنا المصيرية المتعلقة بنا وبأبنائنا وأسرنا؟ هل صار المهجر وطننا الأساسي؟ إلى متى تضل أمتعتنا في صرتها على “أمل العودة”، وهل يحتاج بعضنا إلى مراجعة بوصلته التي يبني عليها قراراته المصيرية؟

شاركونا بآرائكم وخواطركم وحبذا بتجربتكم لنستفيد منها جميعًا.

  • More
Replies (2)
    • ..سؤال في الصميم يضعك امام الخيارات المُرّة

      • 💓 1
      • بدون شك الاجابه على هذا السؤال يتذبذب مع تذبذبات الوطن ، ايجابيه مع الوطن عندما يكون مستقرا مع تغيرات ايجابيه تدفع الانسان للعوده ، وسلبيا عندما يكون الوطن يتقهقر الى الخلف، وليست هناك ثمة نمو ، مع استشراء الفساد ، وغياب الحياه الكريمه بكل ابعادها ، وعندها تصبح الغربه من الحلول الصعبه و لكنها مستحبه ، والانسان بطبعه لا يستانس لحياه الاستغلال والرق لان هذا يكلف الانسان الكثير حتى لو كان في وطنه و بين

        احبائيه واصحابه واهله وربما كلفته حياته وحياة ابناءيه .فما قيمة وطن بدون حياه كريمة واستتباب الامن والاستقرار 

        • 💓 1
      Login or Join to comment.