من الذاكرة. زميلي اليهودي

يهودا م. من الشباب الذين تعرفت عليهم منتصف الالفية كان شابا رقيقا . اجاد اللغه الانجليزيه في النمسا . ولد يهودا لاب وام يهوديين ثم ذهب الى فلسطين المحتله لدراسه الطب وعندما تعرفت عليه في كندا كان قد تخرج منذ اربع سنين ، وترك فلسطين المحتله لياتي ويعيش في كندا مع زوجته في تورنتو ، و عند احدى زياراتي لتورنتو لعمل (locum) تعرفت على هذا الشاب رغم اسمه المزدوج ذو النعرة اليهوديه واكتشفت انه ينتمي الى طائفه يهودية لا تعترف بوجود اسرائيل ولا تعترف بعودة ملك اليهود المخلص (المسيح الدجال) في اخر الزمان، ويؤمن بانه لازال في فتره التيه منذ ان ابلغ الله سبحانه وتعالى موسى عليه الصلاه والسلام بغضب الله سبحانه عن عصيان ونكران اليهود لنعم الله سبحانه وتعالى ، في تلك المرحله التي ادت لحكم الله سبحانه وتعالى على اليهود بان يتيهوا في الارض اربعين سنه .

عند لقائي به في احد الاجتماعات الدوريه لمستشفى شمال شرق تورنتو عام ٢٠٠٤م، و عندما قدمني عن نفسه في صفوف ونحن ننتظر الغداء ،خاطبني" بصوت هادي لا اراك تتزاحم على الاكل " اجبته لم ازاحم على الاكل في حياتى " وطلب مني بعد العذر في الجلوس الى جانبي ، وعندما اخبرته باني من الشرق الاوسط اقترب مني اكثر حدثني عن حياته ودراسته في فلسطين وكيف ان اليهود في فلسطين يعاملون العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص بالتعالي والاحتقار ، وكيف انه رغم انه يهودي لكنه لا ينتمي للفئه الغارقه في ظلمات الانحراف عن اليهوديه واخبرني عن والده ووالدته في مدينه انترب ( Antrup) في النمسا .

وانه ينتمي الى اسرة يهوديه عريقة تملك كثير من محلات الجواهر الثمينه و اللؤلؤ المزخرف والالماس في مدينه الالماس (انترب ) .

كان شابا هاديء الطبع , قليل الكلام ، يختار كلماته بادب ، وبوعي شديدين، ملابسه غاية في الاناقة ، قال وهو يستلقي على احد كراسي مستشفى روج فالي الوثيرة بمنطقه سكار برو التي تقع في شمال شرق مدينه تورنتو بكندا : اخبرتني يا علي انك كنت في السعوديه كيف كانت تجربتك في السعوديه هناك . اعتقد يا يهودا تجربتي كانت ناجحه اجبته ؛ ولازالت ، وتعلمت منها الكثير ، وكيف كانت تجربتك انت في فلسطين ، كانت تجربتي غير ناجحه ! ، وان كنت قد تعلمت طب الاطفال و الحساسية في جو قلاقل واثارة ولكن الامكانيات كانت جيده ، للاسف ما ان اخرج من المستشفى حتى احس ان الارض تطبق علي من اعلى ومن اسفل ولم اكن سعيدا خارج المستشفى والسبب هؤلاء اليهود الصهاينه ، معاملتهم لم تكن جيده مع اي احد وهم لا يؤمنون الا بالارض ، المال ، والنساء لقد رايت ممارسات قمه في السوء حتى بين اخواننا من اليهود الذين لا يشاطرون العقيده مع اصحاب الارض الصهاينه، سالته ما الفرق بين الصهاينه واليهود !؟، قال لي يا زميلي ، انا اقراء التوراة واعتقد جازما انها انزلت على موسى عليه الصلاة والسلام ، استطاع ان يخرج اليهود من جبروت فرعون في مصر الفرعونيه . الصهاينه شرذمة من اليهود تطالب بالارض. جماعة فكريه ليس لها

علاقه بالدين.الفرق بين اليهود والصهاينة يمثل موضوعاً حساساً ومعقداً. اليهود هم مجموعة دينية وعرقية تتبع الديانة اليهودية، ويمكن أن يكونوا من مختلف الجنسيات والثقافات. بينما الصهيونية هي حركة سياسية ووطنية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر تهدف إلى إنشاء دولة قومية يهودية في فلسطين.

الكثير من اليهود يدعمون الصهيونية ويرون فيها فرصة لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم الوطنية، في حين يوجد يهود يعارضون الصهيونية لأسباب دينية أو سياسية.ويؤمنون ان اقامة دولة لليهود سيعجل بنهاية وفناء العرق اليهودي ، تنسم بعض الهواء ،، ثم استطرد " من الضروري أن ندرك أن عدم التمييز بين اليهود والصهيونية يمكن أن يؤدي إلى التعصب والتحامل ضد اليهود .

قلت : و مارايكم في جوهرة شكسبير الراءيعة تاجر البندقية هنا صمت يهودا وودعني بهدوء